وكان مدة سلطنة الملك الصالح ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما ، واستمر بعد الخلع عند دولته فى القلعة إلى أن توفى بالطاعون فى سنة ٨٣٤ ه ، وعمره نحو العشرين (رحمهالله تعالى) أمين.
وولى بعده بر سباى السلطنة وتلقب بالملك الأشرف سيف الدين أبى النصر بر سباى الدقمانى وهو الثامن ملوك الجراكسة بمصر أخذ من بلاد جركس ، وبيع فى بلاد قرم فاشتراه تاجر وجلبه إلى الشام وباعه واشتراه الأمير دقماق الظاهرى نائب السلطنة وقدمه إلى الظاهر برقوق فقربه وأعتقه فصار يترقى إلى أن ولاه الملك المؤيد مقدم ألف وجرت عليه ذكيات وحبوس إلى أن ولى الظاهر ططر فقربه وأنعم عليه بتقدمة ألف ثم جعل دوادار ، واستمر على ذلك إلى أن تسلطن على الوجه الذى قدمناه ، واستمر هو فى السلطنة مدة طالت وحسنت أيامه.
ومن جملة مناقبه : أنه أخذ بلاد قبرس وأسر ملكها فى سنة ٨٢٩ ه ، وهو فى تخت مملكته بمصر لم يتحرك ، وكان عاقلا مدبرا سيوسا ذا وقار وسكينة متجملا فى ملبسه وموكبه محبا لجمع المال ، واشترى من ماله ثلاث آلاف مملوك جركس وعمر بالقاهرة المدرسة الأشرفية ، وهى من أحاسن مصر ، ووقف عليها أوقافا كثيرة ، وعمر أيضا جامعا عظيما بخانقاه سرياقوس وقف عليه أوقافا كثيرة.
وفى أوائل سنى سلطنته أرسل الأمير مقبل القديرى وأمره بعمارة أماكن متعددة بالمسجد الحرام كان قد استولى عليها الخراب فأحسن بناءها وجدد كثيرا من سقف المسجد الحرام كان قد تآكلت أخشابها ، وكذلك جدد سطح الكعبة الشريفة وكانت الأخشاب التى تربط فيها كسوة الكعبة الشريفة قد تآكلت وذابت فقلعها ووضع عوضها أخشابا جديدة محكمة بمسامير كبار من الحديد وأحكم ذلك غاية الإحكام ، وأتقنه غاية الإتقان.
وأمر الأشرف برسباى أميرا له بمكة يقال له مقبل الغديرى الأشرفى أن يقلع الرخام المفروش فى باطن الكعبة وجدرانها من داخل يخربه ويقلعه ، وأن