قال : «يقتل هاهنا رجل من أهل بيتى فى عصابة من المسلمين ينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة تسبق أرواحهم إلى الجنة أجسادهم». انتهى.
وعبد الباسط هذا ابن خليل بن إبراهيم الدمشقى ثم القاهرى ناظر الجيش فى أيام الظاهر ططر فيمن بعده كان عزيزا رئيسا كريما نافذ الحكمة على الحياة ، واسع العطايا كثير الهمة له فى كل واحد من هذه المساجد الثلاثة مدرسة عظيمة وبالشام وبغزة ، وله على جميع هذه المدارس أوقاف كثيرة كانت تغل مغلا كثيرا ، واستولى عليها الخراب الآن ، وكانت له سحابة للفقراء تصب لهم فى الطريق ليستظلوا تحتها ، وكانوا يحملون فى شقاذف أعدها لهم ، وكانوا يسقون الماء العذب كلما احتاجوا إليه ويطعمون الطربى البكسماط ، وكان يطبخ لهم فى المناهل ويذبح لهم الغنم فى الذهاب من مصر إلى مكة ، وفى مدة الإقامة بها والعود منها إلى مصر مع الإحسان إليهم وإلى غيرهم ، وأصلح كثيرا من درب الحجاز وكان متكلما على أوقاف كسوة الكعبة بمصر فعمرها ونماها إلى أن فاضت وكثرت فى أيامه.
وقد ذكر قاضى القضاة بمصر فعمرها الشهاب أحمد بن حجر العسقلانى رحمهالله فى كتاب «فتح البارى» أن الصالح بن الناصر قلاوون اشترى ثلثى قرية يقال لها : «يبسوس» من وكيل بيت المال ثم وقفها على كسوة الكعبة الشريفة ، ولم تزل تكسى من ريع تلك القرية إلى أن فوض أمرها المؤيد شيخ إلى الزينى عبد الباسط بن خليل ناظر الجيوش فنمت وكثر ريعها وبالغ فى تحسينها ، بحيث يعجز الواضعو عن وصف حسنها (جزاه الله خيرا على ذلك) ، وكفى فخرا ذكر هذا المقام الجليل فى مثل هذا التأليف العظيم.
ورأيت فى «شرح إيضاح المناسك» للسيد نور الدين على السمهودى الحسنى عالم المدينة رحمهالله ما لفظه : «وكسوة الكعبة الشريفة وكسوة الحجرة الشريفة النبوية فى هذهي الأعصر من وقف قرية يقال لها «سندين» فى طريق القليوبية ـ مما يلى القاهرة ـ شراها السلطان الملك الصالح إسماعيل ابن ناصر بن محمد بن قلاوون من وكيل بيت المال وقفها بأن تكسى بها الكعبة الشريفة كل سنة.