وتكسى الحجرة الشريفة النبوية فى كل خمس سنين مرة على ما قاله الزين المراغى ـ فى ذلك ـ من عشرين سنة وسبعمائة.
أقول : «هذه القرى موجودة الآن بمصر» لكن ذكر لى من كتابه الديوان المصرى الفاضل الكامل مولانا مصطفى جلبى بن مسيح زاده لما كان مقيما بمكة المشرفة ناظرا على الحرم الشريف المكى (ذكره الله بالصالحات) أن هذه الأوقاف ضعفت جدا وقل محصولها ، وصارت لا تفى بكسوة الكعبة الشريفة ، فعرض ذلك على أبواب المحوم المغفور له السلطان سليمان (أسكنه الله تعالى فسيح الجنات) فأمره بإلحاق قرى أخرى اشتريت من بيت المال وأرفقها وألحقها بأوقاف كسوة الشريفة وهى باقية إلى الآن ومنها كسوة الكعبة الشريفة كل عام.
ولنعدل إلى تكميل ترجمة القاضى عبد الباسط : «كانت وفاته (رحمهالله تعالى) يوم الثلاثاء لأربع ليال مضين من شوال سنة ٨٥١ ه ، وتوفى السلطان الملك الأشرف بر سباى يوم السبت لثلاثة عشر ليلة خلت من ذى الحجة سنة ٨٥٣ ه ، وفى يوم وفاته تولى الملك بعده ولده الملك العزيز جمال الدين بيوسيف وعمره ـ يومئذ ـ أربعة عشر عاما وهو التاسع من ملوك الجراكسة بمصر ، وصار مدبر مملكته الأتابك جقمق العلاى ولا زال يقوى أمره والأقدار تساعده إلى أن خلع الملك العزيز يوسف بر سباى بعد أن تسلطن نحوا من خمسة أشهر لم يكن له فيها سوى هجر والاسم ، وتسلطن مكانه فى يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة ٨٥٢ ه ، ولقبوه الملك الظاهر سيف الدين أبو سعيد جقمق العلاى الظاهرى ، وجلس على سرير الملك وتم أمره وهو العاشر من ملوك الجراكسة ، وكان جلب من بلاد جركس إلى مصر وباعه جالبه واشتراه علاء الدين على بن الأتابك إبناك اليسفى فنسب إليه ، فقيل له : «حقمق العلاى».
ثم انتقل إلى القاهرة برقوق فقيل له الظاهرى ، وكان عنده عاصكيا ثم صار إلى دولة الناصر ساقيا ، ثم صار أمير عشرة ثم صار فى دولة الأشرف صاحب الحجاب ، ثم أميرا خور ثم أمير سلاح ، ثم صار أتابك إلى أن