ولم يستقر الأمير حسين فى كجرات بل عاد إلى اليمن ، وافتتح فى طريقه على عوده مملكة اليمن من بنى طاهر ملوك اليمن ظلما وعدوانا فى سنة ٩٣١ ه بعد أمور يطول شرحها ، وتزل بها نائبا فى زبيد اسمه برسباى ـ جركسى من مماليكه ـ وقتل السلطان عامر بن عبد الوهاب مع أخيه عبد الملك ابن عبد الوهاب وكانوا ملوكا من السنة والجماعة طاهرين من الاعتقاد الفاسد ظافرين على أهل البدع والإلحاد (رحمهمالله).
وانقرضت به دولة بنى طاهر من اليمن ، وعاد الأمير حسين لمنيته ، وحتفه كالباحث عنها بطلقه ، وقدم إلى مكة ، وكانت دولة الجراكسة قد انقرضت بمصر ، وملكها السلطان الأعظم السلطان سليم خان بن بايز بدخان بن محمد خان (رحمهالله تعالى ، وأسكنه فسيح الجنات وسقى عهده صوب الرحمة والرضوان).
وتوجه سيدنا ومولانا المقام الشريف العالى سيد السادات الأشراف وتاج الشرفاء من بنى عبد مناف مولانا السيد الشريف جمال الدنيا والدين محمد أبو نمى بركات خلد الله تعالى سعادته ، وأيد عزه وسادته أرسله والده الشريف بن بركات ليدوس البساط السلطانى بمصر ، وعمره يومئذ اثنى عشر عاما فحصل له غاية التعظيم والإكرام وبلغ بذلك جميع ما طلبه ورام ، وعاد إلى والد الشريف معزوزا مكروما ، ومعه أحكام شريفة بكل ما طلبه وزاده ، وأرسل حكم مع السيد عزاز بن عجلان إلى السيد الشريف بركات (رحمهالله تعالى) بقتل الأمير حسين الكردى المذكور ، وهو الذى استخرج هذا الحكم بعداوة سابقة بينه وبين الأمير حسين ، وأخذ مقيد إلى جدة ، وربط فى رجله حجرا كبيرا ، وغرق فى بحر جدة فى محل يقال له : أم السمك ، فأكله الأسماك بعد أن كان بعد من الأملاك ، وكان طعاما للحيتان بعد إطعامه الهنيفان ، وغرق مقيدا بالأصفاد بعد أن قتل ما شاء الله من العباد ، وتفرق فى البلاد جنوده وأعوانه بددا : (وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً ، وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً.)
* * *