فاتفق «أنكدوس» يعنى سلطانهم وسلطان «لان» ، والشرف ، وأجمعوا أن يتعدوا إلى بلاد «أرملى» إلى جهة «أناطولى» ويقاتلون السلطان أورخان فى محله ، وكان له ولد نجيب اسمه سليمان بيك استأذن من والده أن يعدى إلى «رملى» ، ويقاتل الكفار الذين اجتمعوا حوله لقتاله قبل أن يصلوا إلى أنا طولى ، فأجازه والده لما رأى نجابته ، وشجاعته ، وتوجه مع خدامه فسمع به الغزاة من المسجد الشجعان فوارس محبورون ، وأبطال مشهورون ، فعدم إلى «روم إيلى» فصادفوا الكفار فى غفلة وهم يزيد والعبور إلى ناحية أنا طولى ، فوقع حرب عظيم قتل فيه من الكفار ما لا يعد ولا يحصى ، وانهزم الباقون إلى القلاع والحصون ويتبعهم المسلمون يأسرون منهم ويقتلون ، فنصر الله الإسلام ، وخذلت النصارى اللئام ، وافتتح المسلمون عدة قلاع وحصون ، وآل الكفار إلى الدمار والبوار ثم إلى عذاب النار ، ورجع سليمان بك إلى والده مظفرا منصورا ، مؤيدا مسرورا ، وكان السلطان أورخان كوالده كثير الجهاد ، طاهر الاعتقاد ، سليم الفؤاد ، عدوا لأهل الكفر والإلحاد ، عاش سعيدا ، ومات حميدا فى سنة ٧٥٧ ه (رحمهالله تعالى).
ثم ولى بعده السلطان المراد الغازى مولده سنة ٧٢٣ ه ، وجلوسه على التخت فى بروسا سنة ٧٥٧ ه ، ومدة سلطنته إحدى وثلاثون سنة ، وعمره خمس وستون سنة ، وولى السلطنة وعمره أربعة وثلاثون ، وافتتح مدينة أردسة فى سنة ٧٣١ ه ، وهو أول من اتخذ المماليك ، وسماهم «بكنجرى» ـ يعنى العسكر الجديد ، وألبسهم اللباد الأبيض المثنى إلى خلف ، وسماه «بركا» ـ بضم الباء الموحدة وسكون الراء آخره كاف ـ ، وكانت صولة عظيمة على الكفار ، واجتمعت النصارى على سلطانهم «أسوت» فقاتلهم السلطان مراد قتلا عظيما ، فقتل سلطان الكفرة ، وانهزم الكفار ، فأظهر واحد من ملوكهم الطاعة اسمه «بلواش» ، وتقدم ليقبل يد السلطان ، فلما قرب أخرج خنجرا كان أعده فى كمه فضرب به السلطان مراد ، واستشهد إلى رحمة الله تعالى فى سنة ٧٨٨ ه ، فصار القانون العثمانى من يومئذ أن