يدخل على السلطان إيلجى وغيره بسلاح ، وأن تفتش ثيابه ، وأن يدخل على السلطان الأبين رجلين يكتنفانه ، فولى السلطنة بعده ولده السعيد السلطان بلدريم بايزيد خان مولده سنة ٧٤٦ ه ، وولى السلطنة وعمره اثنان وأربعون عاما ، ومدة سلطنته ستة عشر عاما.
ولما استولى على كثير من قلاع النصارى تمشى إلى بلاد الطوائف فى بلاد الروم ، فلزم أن يستولى السلطان بلدريم بايزيد خان على ملوك الطوائف ، وضيق على جماعتهم مثل «ابن كومبان» أخذه وحبسه مع وزرائه ، فهرب مع وزيره مني الحبس ، ومضى إلى تيمور لنك ، وهرب أيضا «ابن منشأ» منه وحلف لحيته وحاجبه وصار فى صورة سقطى يبيع الخرازات ، وكذلك «ابن أصفند ياور» وغيرهم من أمراء تلك الديار وملوكها ، ووصلوا إلى تيمور لنك ، وشكوا من السلطان بايزيد خان ، وحسنوا له أن يصل إلى بلد الوم ، فوصل إلى البلاد الشامية والحلبية ، وقتل فيها ، وفتك ، وسفك الدماء ، وعاث فيها وأخذ تلك البلاد ، وأخذ أهلها ، ونهب المسلمين وسفك الدماء إلى أن وصل إلى أذربيجان ، وخرج السلطان بايزيد إلى قتاله ، وجمع عسكر الروم.
ولما التقى الفئتان قريب «أنكوديه» هرب من عساكره طائفة التتار بكتابة تيمور لنك لهم وتفخيذهم عنه ، وكذلك عسكر منشأ ، وعسكر كرميان ، وتركوا السلطان بايزيد خان وذهبوا إلى تيمور لنك ، ووقع الحرب الشديد وقتل من أولاد السلطان بايزيد مصطفى ، فشرع عسكره فى الانهزام وثبت هو وقليل ممن معه ، واستمر يقاتل إلى أن وصل تيمور بسيفه المشهور يقاتل بنفسه ، وقد عجزوا عنه فرموا عليه بساطا وأمسكوه ، وجعلوه فى الحبس فحصل له حمى عصبية ، وتوفى إلى رحمة الله تعالى فى سنة ٨١٥ ه.
وتسلطن بعده أولاده ، وهم : عيسى ، وموسى ، وسليمان ، وقاسم ، ومحمد ، وصار بينهم النزاع ، والقتال نحو اثنى عشر سنة إلى أن استقل بالسلطنة السلطان محمد خان بن سلطان بلدريم بايزيد خان فى سنة ٨١٦ ه ومولده فى سنة ٧٧٧ ، ومدة سلطنته تسع سنين ، وعاش ثمانية وخمسين