وقال الفاكهى رحمهالله : «ومن آثار النبى صلىاللهعليهوسلم مسجد بأعلا مكة يقال : إن النبى صلىاللهعليهوسلم [بناه](١) عند بئر جبير بن مطعم بن عدى بن نوفل ، وكان الناس لا يتجاوزون فى السكنى فى قديم الدهر هذه البئر ، وما فوق ذلك خال من الناس».
وفى ذلك يقول عمرو بن ربيعة :
نزلت بمكة من قبائل نوفل |
|
ونزلت خلف البئر أبعد منزل |
حذارا عليها من مقالة كاشح |
|
ذرب اللسان يقول ما لم يفعل |
قلت : المسجد هذا ، هو : مسجد الراية ، موجود يزار إلى الآن.
يقال : إن النبى صلىاللهعليهوسلم وضع رايته يوم فتح مكة فيه ، والبئر موجود الآن خلف المسجد ، وقد تجاوز العمران عن حد البئر كثير إلى صوب المعلا.
وأما حدوث هذه الأسوار ، فقد قال التقى الفاسى رحمهالله : «ما عرفت متى أنشأت هذه الأسوار بمكة ، ولا من أنشأها ، ولا من عمرها ، غير أنه بلغنى أن الشريف أبا عزيز ؛ قتادة بن إدريس الحسينى ؛ جد ساداتنا أشراف مكة (أدام الله تعالى عزهم وسعادتهم) هو الذى عمرها».
قال : «وأظن أن فى دولته عمر السور الذى بأعلا مكة ، وفى دولته سهلت العقبة التى بنى عليها سور باب الشبيكة ، وذلك من جهة المظفر ؛ صاحب أذبل فى سنة سبع وستمائة ، ولعله بنى السور الذى بأعلا مكة ؛ والله أعلم».
قال : «ورأيت فى بعض التواريخ ما يقتضى : أنه كان لمكة سور فى زمن المقتدر العباسى ، وما عرفت هل هو هذا السور الذى بأعلا مكة وأسفلها ، أو من أحد الجهتين».
قال : «وطول مكة من باب المعلاة إلى باب الماجن ؛ يعنى درب اليمن بالمسفلة ؛ موضع السور الذى كان موجودا فى زمانه طريق المدعى ، والمسعى ،
__________________
(١) سقط من (س).