أبى هريرة (رضى الله تعالى عنهم) أنه قال : الكعبة خلقت قبل الأرض بألفى ، قيل : وكيف خلقت قبل الأرض وهى من الأرض؟ فقال : لأنه كان عليها ملكان يسبحان بالليل والنهار ألف سنة ، فلما أراد الله تعالى أن يخلق الأرض دحاها من تحت الكعبة ، فجعلها فى وسط الأرضين.
قال : وحدثنى عبد الله بن أبى سلمة ، قال : حدثنا الواقدى ، قال : حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة ؛ أنه سمع مجاهدا يقول : إن قواعد البيت خلقت قبل الأرض بألفى سنة ، ثم بسطت الأرض من تحته.
أقول : وظهر مما رويناه : أن موضع البيت الشريف خلق قبل الأرض ، لا نفس بناء الكعبة ؛ فإنه أول ما بنته الملائكة بأمر الله تعالى ، كما سقناه ؛ والله تعالى أعلم.
الثانى : فى بناء آدم عليهالسلام ، وقد ذكره الإمام أبو الوليد الأزرقى ، فقال : «حدثنى جدى ، عن سعيد بن سالم ، عن طلحة بن عمرو الحضرمى عن عطاء بن أبى رباح ؛ بفتح الراء ، والموحدة بعدها ألف ثم حاء مهملة ، عن ابن عباس (رضى الله تعالى عنهما) قال : لما أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض من الجنة ، قال : يا رب إنى لا أسمع أصوات الملائكة ، قال : بخطيئتك يا آدم ، ولكن اذهب فابن لى بيتا فطف به ، واذكرنى حوله كما رأيت الملائكة تصنع حول عرشى ، قال : فأقبل آدم عليهالسلام يتخطى الأرض ، فطويت له ، ولم يضع قدمه فى شىء.
وأن جبريل عليهالسلام ضرب بجناحه الأرض ، فكشف عن أساس ثابت على الأرض السابعة ، فقدمت فيه الملائكة من الصخر ما لا يطيق الصخرة منها ثلاثون رجلا ، وأنه بناه من خمسة أجبل ؛ من لبنان ، وطور زيتا ، وطور سينا ، والجودى ، وحراء ، حتى استوى على وجه الأرض ؛ وهذا يدل على أن آدم عليهالسلام إنما بنى أساس الكعبة حتى ساوى وجه الأرض ، ولعل ذلك بعد دثور ما بنته الملائكة بأمر الله تعالى ولا ثم ، أنزل الله تعالى البيت المعمور لآدم عليهالسلام يستأنس به ، فوضعه على أساس الكعبة ، ويدل على ذلك ما رواه الوليد الأزرقى (رحمهالله تعالى)