مروج الذهب (١) : أن الذى بنى الكعبة من جرهم هو «الحارث بن مضاض الأصغر ، وأنه زاد فى بناء البيت ورفعه ، كما كان على بناء إبراهيم ، والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال.
وذكر الأزرقى شيئا من خبر العمالقة ، يقتضى سبقهم على جرهم ، فإنّه روى سنده إلى سيدنا عبد الله بن عباس رضياللهعنهما ، أنه قال : كان بمكة حى يقال لهم العماليق كانوا فى غزو ثروة ، وكانت لهم خيل وإبل وماشية تسعى حول مكة وما بينها ، وكانت العضا ملتفة والأرض مبقلة ، وكانوا فى عيش رخى ، فعاثوا فى الأرض وأسرفوا على أنفسهم ، وأظهروا المظالم والإلحاد ، وتركوا شكر الله ؛ فسلبوا نعمتهم ، وكانوا بمكة يكرون الظل ويبيعون الماء ؛ فأخرجهم الله تعالى من مكة ، بأن سلط عليهم النمل ، حتى خرجوا من الحرم ثم سقاهم بالجدب حتى ألحقهم الله تعالى بمساقط رؤوس آبائهم ببلاد اليمن ، فتفرقوا وهلكوا وأبدل الله تعالى بعدهم الحرم لجرهم ؛ فكانوا سكانه إلى أن بغوا فيه أيضا فأهلكوا أجمعين. انتهى.
السابع ـ بناء قصى الكعبة الشريفة :
ذكر الزّبير بن بكار قاضى مكة فى كتاب النسب : أن قصى بن كلاب لما ولى أمر البيت ، جمع نفقته ، ثم هدم الكعبة فبناها بناء لم يبنه أحد ممن بناها قبله مثله.
وقال أبو عبد الله محمد بن عائد الدمشقى فى مغازيه : أن قصى بن كلاب
__________________
(١) مروج الذهب ؛ هو كتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، فى التاريخ ، لأبى الحسن على بن الحسين بن على المسعودى المتوفى سنة ٣٤٦ ه ، أوله : الحمد لله أهل الحمد ، ومستوجب الثناء والمجد ، ذكر فيه : أنه صنف أولا كتابا كبيرا سماه أخبار الزمان ، ثم اختصره وسماه الأوسطى ، ثم أراد إجمال ما بسطه ، واختصار ما وسطه فى هذا الكتاب ، وقال : نودعه لمع ما فى ذينك الكتابين مما ضمناهما وغير ذلك من أنواع العلوم والأخبار الأمم. كشف الظنون : ٢ / ١٦٥٨ ، ١٦٥٩.