ومن قصيدة خاطبته بها عند وصول هدية ملك السودان إليه ، وفيها الحيوان الغريب المسمّى بالزّرافة (١) :
قدحت يد الأشواق من زندي |
|
وهفت بقلبي زفرة الوجد |
ونبذت سلواني على ثقة |
|
بالقرب فاستبدلت بالبعد |
ولربّ وصل كنت آمله |
|
فاعتضت منه بمؤلم الصّدّ |
لا عهد عند الصّبر أطلبه |
|
إنّ الغرام أضاع من عهدي |
يلحى العذول فما أعنّفه |
|
وأقول ضلّ فأبتغي رشدي |
وأعارض النفحات أسألها |
|
برد الجوى فتزيد في الوقد |
يهدى الغرام إلى مسالكها |
|
لتعلّلي بضعيف ما تهدي |
يا سائق الأظعان معتسفا |
|
طيّ الفلاة لطيّة الوجد |
أرح الرّكاب ففي الصّبا نبأ |
|
يغني عن المستنّة الجرد (٢) |
وسل الرّبوع برامة (٣) خبرا |
|
عن ساكني نجد وعن نجد |
__________________
(١) انظر تفصيل القول عن هذه الهدية في العبر ٧ / ٣١٠.
(٢) استن في عدوه ؛ ذهب على وجهه (جرى). وفرس أجرد : قصير الشعر.
(٣) رامة ، يطلق على مكانين : على منزل بينه وبينه الرمادة ليلة في طريق البصرة إلى مكة ؛ وعلى قرية من قرى بيت المقدس. ياقوت ٤ / ٢١٢.