والدّعوة ، (١) وإنشاد الشعراء ، اقتداء بملوك المغرب ، فأنشدته ليلتئذ :
حيّ المعاهد كانت قبل تحييني |
|
بواكف (٢) الدّمع يرويها ويظميني |
إن الألى نزحت داري ودارهم |
|
تحمّلوا القلب في آثارهم دوني |
وقفت أنشد صبرا ضاع بعدهم |
|
فيهم وأسأل رسما لا يناجيني |
(أمثّل الرّبع من شوق فألثمه |
|
وكيف والفكر يدنيه ويقصيني) |
(وينهب الوجد منّي كلّ لؤلؤة |
|
ما زال قلبي عليها غير مأمون (٣)) |
سقت جفوني مغاني الرّبع بعدهم |
|
فالدّمع وقف على أطلاله الجون (٤) |
قد كان للقلب داعي الهوى شغل |
|
لو أنّ قلبي إلى السّلوان يدعوني |
أحبابنا هل لعهد الوصل مدّكر |
|
منكم وهل نسمة عنكم تحيّيني |
ما لي وللطّيف لا يعتاد زائره (٥) |
|
وللنّسيم عليلا يداويني |
__________________
(١) الدعوة بالفتح في أكثر كلام العرب : طلبك الناس للطعام ، وعند قبيلة الرباب : الدعوة ، بكسر الدال في الطعام. وانظر كتب اللغة.
(٢) وكف الدمع : سال.
(٣) سقط البيتان من الأصل ، ووردا في ز ط ش ، وجذوة الاقتباس والإحاطة ومختصرها.
(٤) الجون : السود.
(٥) لا يزور مرة بعد الأخرى.