بعدا لإيوان (١) كسرى إن مشورك (٢) |
|
السامي لأعظم من تلك الأواوين |
ودع دمشق ومغناها فقصرك ذا |
|
زأشهى إلى القلب من أبواب جيرون (٣) |
ومنها في التعريض (٤) بمنصرفي من العدوة :
من مبلغ عنّي الصّحب الألى تركوا |
|
ودّي وضاع حماهم إذ أضاعوني |
أنّي أويت من العليا إلى حرم |
|
كادت مغانيه بالبشرى تحيّيني |
وأنّني ظاعنا لم ألق بعدهم |
|
دهرا أشاكي ولا خصما يشاكيني |
لا كالتي أخفرت عهدي ليالي إذ |
|
أقلّب الطّرف بين الخوف والهون |
سقيا ورعيا لأيامي التي ظفرت |
|
يداي منها بحظّ غير مغبون |
__________________
(١) هو الإيوان الذي كان بمدائن كسرى. شاهده ياقوت ، ووصفه في معجم البلدان ١ / ٣٩٤ وما بعدها. وللبحتري فيه القصيدة السينية المشهورة.
(٢) المشور في الاصطلاح المغربي والأندلسي : المكان الذي يجلس فيه السّلطان فمن دونه من الحكام للحكم. ولا تزال الكلمة مستعملة في هذا المعنى بالمغرب.
(٣) موضع من متنزهات دمشق أكثر الشعراء من ذكره. ياقوت ٣ / ١٩١ ، تاج العروس ٣ / ١١٦. والشطر الثاني مضمن من شعر أبي قطيفة.
(٤) يعني بهذه الأبيات صديقه الوزير عمر بن عبد الله ، ويعرض فيها بما عامله به من الوحشة ، وقد قدم بعض القول في ذلك.