السّبي ؛ ثم فتح دار الملك ، ولدة (١) قرطبة (٢) : مدينة جيان (٣) عنوة في اليوم الأغر المحجل ، وقتل المقاتلة ، وسبي الذرية ، وتعفية الآثار حتى لا يلم بها العمران ، ثم افتتاح مدينة أبّدة التي تلف جيان في ملاءتها : دار التّجر ، والرّفاهية ، والبنى الحافلة ، والنّعم الثّرّة ، نسأل الله ـ جلّ وعلا ـ أن يصل عوائد نصره ، ولا يقطع عنّا سبب رحمته ، وأن ينفع بما أعان عليه من السعي في ذلك والإعانة عليه.
ولم يتزيّد من الحوادث إلا ما علمتم ، من أخذ الله لنسمة السّوء ، وخبث الأرض ، المسلوب من أثر الخير : عمر بن عبد الله ، وتحكّم شرّ الميتة في نفسه ، وإتيان النكال على حاشيته ، والاستئصال على ذاته (٤) ؛ والاضطراب مستول على الوطن بعده ، إلا أنّ الغرب على علاته لا يرجحه غيره.
والأندلس اليوم شيخ غزاتها الأمير عبد الرّحمن (٥) بن علي بن السّلطان أبي علي ، بعد وفاة الشيخ أبي الحسن : علي بن بدر الدين (٦) رحمهالله. وقد استقرّ بها ـ بعد انصراف سيّدي ـ الأمير المذكور ، والوزير مسعود بن رحّو (٧) وعمر بن عثمان ابن سليمان.
__________________
(١) اللدة : الترب.
(٢) ارجع إلى الحاشية رقم (٤٥).
(٣) أبّدةUbeda) عرضها الشمالي ٢ ـ ٣٨ ، وطولها الغربي ٢٣ ـ ٣) بضم الهمزة وفتح الباء المشددة ، ثم دال مفتوحة مهملة ، (وفي الروض المعطار أنها معجمة) ، وبعدها هاء تأنيث : مدينة من كورة جيان ، تعرف بأبدة العرب ، تبعد عن مدينة جيان ٧٥ كيلومترا نحو الشمال الشرقي.
وانظر ياقوت ١ / ٧٣ ، اللباب في تهذيب الأنساب ١ / ١٧ صفة إفريقية والأندلس ص ٢٠٣.
(٤) قتل سنة ٧٦٨ ، وسبب مقتله مفصل في العبر ٧ / ٣٢٣ ن وانظر الحاشية رقم (٦٦١) ، واللمحة البدرية ص ١٠٦ ، وبغية الرواد ٢ / ٩٥ ، ١٠١.
(٥) هو عبد الرحمن بن على أبي يفلوسن بن السّلطان أبي علي أحد أمراء بني مرين ؛ تولى إمارة الغزو بالأندلس بعد موت علي بن بدر الدين. وانظر العبر ٧ / ٣٧٨.
(٦) علي بن بدر الدين بن موسى بن رحّو. لقب أبوه بهذا اللقب الشرقي على يد أحد أشراف مكة الوافدين على المغرب. أخباره مذكورة في العبر ٧ / ٣٧٦ ـ ٣٧٨.
(٧) مسعود بن رحّو بن علي بن ماساي ، وزير الأمير عبد الرحمن المتقدم الذكر. انظر العبر ٧ / ٣٧٨.