كفّها ، المؤيّدة بالله ، على رياسها ، (١) عند اهتياج أضدادها ، وشره (٢) أنكاسها ، (٣) لانتهاب البلاد وانتهاسها (٤) وهبوب رياح رياحها وتمرد مرداسها. (٥)
فإنا كتبناه إليكم ـ كتب الله لكم من كتائب نصره أمدادا تذعن أعناق الأنام ، لطاعة ملككم المنصور الأعلام ، عند إحساسها ، (٦) وآتاكم من آيات العنايات ، آية تضرب الصخرة الصمّاء ، ممّن عصاها بعصاها ، فتبادر بانبجاسها ، (٧) ـ من حمراء غرناطة ، حرسها الله ، وأيام الإسلام ، بعناية الملك العلام ، تحتفل وفود الملائكة الكرام ، لولائمها وأعراسها ، وطواعين الطّعان ، في عدوّ الدين المعان ، تجدّد عهدها
__________________
(١) رئاس السيف ، ورياسه : مقبضه ، وقائمه.
(٢) الشره : شدة الحرص ، وأسوؤه.
(٣) الأنكاس : جمع نكس ؛ وهو الرجل الضعيف.
(٤) انتهس اللحم : أخذه بمقدم أسنانه. والمراد الاستيلاء على الأراضي وانتقاصها من الأطراف ، فعل من يتنقص قطعة اللحم بالأكل.
(٥) رياح من أكثر القبائل الهلالية جمعا ، وأوفرهم عددا. وأبوهم : رياح بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر. والرياسة على رياح في عهد ابن خلدون لأبناء داود بن مرداس بن رياح ؛ وإلى داود هذا تنتسب «الدّواودة».
وقد أفاض الحديث عن هذه القبائل ، وعما كان لها من آثار في المغرب ، وعن منازلها ورؤسائها ـ ابن خلدون في العبر ٦ / ٣١ ـ ٣٧.
(٦) الإحساس : الرؤية والعلم.
(٧) انبجس الماء : تفجر ؛ وفي الكلام معنى الآية :
(... وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ ، فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) الخ. ١٦٠ من سورة الأعراف.