تحت حلل السّلاح ، عود الصّبيان إلى المكاتب ، والطّبل بلسان العزّ هادر ، (١) والعزم إلى منادي العود الحميد مبادر ، (٢) ووجود نوع الرماح ، من بعد ذلك الكفاح نادر ، والقاسم يرتّب بين يديه من السّبي النّوادر ، ووارد مناهل الأجور ، غير المحلاء (٣) ولا المهجور ، غير صادر ، (٤) ومناظر الفصل الآتي ، عقب أخيه الشّاتي ، على المطلوب المواتي مصادر (٥) والله على تيسير الصّعاب ، وتخويل المنن الرّغاب ، (٦) قادر ، لا إله إلا هو. فما أجمل لنا صنعه الحفيّ ، (٧) وأكرم بنا لطفه الخفيّ ، اللهمّ لا نحصي ثناء عليك ، ولا نلجأ منك إلا إليك ، ولا نلتمس خير الدنيا والآخرة إلا لديك ، فأعد علينا عوائد نصرك ، يا مبدئ يا معيد ، وأعنّا من وسائل شكرك ، على ما ينثال به المزيد ، يا حيّ يا قيّوم يا فعّالا لما يريد. (٨)
وقارنت رسالتكم الميمونة لدينا حذق فتح (٩) بعيد صيته (١٠) مشرئبّ ليته ، (١١) وفخر من فوق النجوم العواتم (١٢) مبيته ، عجبنا من تأتّي أمله الشّارد ،
__________________
(١) هادر : يردد صوته.
(٢) بادره الأمر : عاجله.
(٣) حلأ الماشية عن الماء : صدّها وحبسها عن الورود.
(٤) الوارد الذي يرد الماء. والصادر : الذي رجع من الماء بعد الورود.
(٥) مصادر : مراجع ؛ صادره على كذا : راجعه.
(٦) الرغيبة : العطاء الكثير ، والأمر المرغوب فيه ، والجمع رغاب.
(٧) الصنع الحفي : اللطيف.
(٨) في الأصلين «يا فعال لما يريد». والمنادى هنا مما يجب فيه النصب ، فلذلك أثبتت رواية صبح الأعشى.
(٩) حذق الغلام القرآن حذقا. مهر فيه ؛ ويقال لليوم الذي يختم فيه القرآن : هذا يوم حذاق ، والعادة أن يحتفل بهذا اليوم.
(١٠) بعيد الصيت ، مشتهر الذكر بين الناس.
(١١) اشرأب : ارتفع وعلا. والليت بالكسر : صفحة العنق.
(١٢) النجوم العواتم : التي تظلم من الغبرة التي في السماء ؛ ويكون ذلك في زمن الجدب ؛ لأن نجوم الشتاء أشد إضاءة لنقاء السماء.