خبر وفاته ، وأنّ ابنه أبا بكر السّعيد (١) نصب بعده للأمر ، في كفالة الوزير أبي بكر بن غازي (٢) وأنّه ارتحل إلى المغرب الأقصى مغذّا السير إلى فاس ، وكان على مليانة يومئذ علي بن حسّون بن أبي علي اليناطي من قوّاد السّلطان وموالي بيته ، فارتحلت معه إلى أحياء العطّاف ، ونزلنا على أولاد يعقوب ابن موسى من أمرائهم ، وبذرق بي بعضهم إلى حلّة أولاد عريف : أمراء سويد ، (٣) ثم لحق بنا بعد أيام ، عليّ بن حسّون في عسكره ، وارتحلنا جميعا إلى المغرب على طريق الصحراء ، وكان أبو حمّو قد رجع بعد مهلك السّلطان من مكان انتباذه بالقفر في تيكورارين (٤) إلى تلمسان ، فاستولى عليها وعلى سائر أعماله ، فأوعز إلى بني يغمور من شيوخ عبيد
__________________
(١) السعيد محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن. كناه ابن خلدون هنا ، وفي العبر ٧ / ٣٥١ «أبا بكر». وفي الجذوة لابن القاضي ، والاستقصا للناصري : أنّ كنيته «أبو زيّان». بويع ـ وهو صبي لم يعد سنه الخامسة ـ سنة ٧٧٤ ، وخلع سنة ٧٧٦. وانظر العبر ٧ / ٣٣٦ ، ٣٥١ ، جذوة الاقتباس ص ١٣٠ ، الاستقصا ٢ / ١٣٣.
(٢) تقدم التعريف به. وانظر جذوة الاقتباس ص ١٣١.
(٣) أولاد عريف هؤلاء : عرب من سويد ، ينتهي نسبهم إلى زغبة ؛ ورثوا الرياسة على قومهم منذ القديم. واتصل عريف ببني مرين ملوك المغرب ، وسفر عن أبي الحسن المرين إلى الحفصيين ، وبني الأحمر ، وإلى المماليك بمصر. وفي العبر ٦ / ٤٤ ـ ٤٨ ، تفصيل واف لأخبارهم ومواطنهم.
(٤) تيكورارين (Tigourerin) جمع للكلمة البربرية تاجرارت ، أوTigourart ، عرضها الشمالي نحو ٣٢ ـ ٤٠ ، وطولها الغربي نحو ٥ ـ ٣٠) : تقع في الجزء الشمالي الشرقي لواحات تواTouat. ويقول ابن خلدون : إنّها في شرق تلمسان على عشر مراحل منها ؛ وهي قصور كثيرة تقارب المائة في بسيط واد منحدر من المغرب إلى الشرق ؛ وكانت مركزا تجاريا هاما ، تنزله القوافل التي تأتي من السودان إلى المغرب ، والتي تذهب من المغرب إلى السودان. وانظر بغية الرواد ٢ / ٢٦١ ، والترجمة الفرنسية ٢ / ٣١٨ ، وترجمة مقدّمة ابن خلدون ١ / ١١٥ الحاشية رقم ٤. ومعنى تاجرارت (بالجيم المعقودة) : المحلة ، أو المجتمع في لغة البربر. وانظر «الروض الهتون» ص ٥.