الأثيري ، الإمامي ، العلامي ، القدوي ، المقتدي ، الفريدي ، المحقّقي ، الأصيلي ، الأوحدي ، الماجدي ، الولوي ، (١) جمال الإسلام والمسلمين ، جمال العلماء في العالمين ، أوحد الفضلاء ، قدوة البلغاء ، علامة الأمّة ، إمام الأئمّة ، مفيد الطّالبين ، خالصة الملوك والسّلاطين (٢) عبد الرحمن بن خلدون المالكي. أدام الله نعمته ؛ فإنّه أولى بالإكرام ، وأحرى ، وأحقّ بالرعاية وأجلّ قدرا ، وقد هاجر إلى ممالكنا الشريفة ، وآثر الإقامة عندنا بالديار المصرية ، لا رغبة عن بلاده ، بل تحبّبا إلينا ، وتقرّبا (إلى) (٣) خواطرنا ، بالجواهر النفيسة ، من ذاته الحسنة ، وصفاته الجميلة ، ووجدنا منه فوق ما في النفوس ، ممّا يجلّ عن الوصف ويربي على التّعداد. يا له من غريب وصف ودار ، قد أتى عنكم بكلّ غريب ، وما برح ـ من حين ورد علينا ـ يبالغ في شكر الحضرة العليّة ومدح صفاتها الجميلة ، إلى أن استمال خواطرنا الشريفة إلى حبّها ، وآثرنا المكاتبة إليها.
«والأذن تعشق قبل العين أحيانا» (٤)
وذكر لنا في أثناء ذلك ، أنّ أهله وأولاده ، في مملكة تونس تحت نظر الحضرة العلية ، وقصد إحضارهم إليه ليقيموا عنده ، ويجتمع شمله بهم مدّة إقامته عندنا ، فاقتضت آراؤنا الشريفة ، الكتابة إلى الحضرة العليّة لهذين السببين الجميلين ، وقد آثرنا إعلام الحضرة العليّة بذلك ، ليكون على خاطره الكريم ، والقصد من محبّته ، يقدّم أمره العالي بطلب أهل الشّيخ وليّ الدّين المشار إليه ، وإزاحة أعذارهم ، وإزالة
__________________
(١) هذه النسبة إلى «ولي الدين».
(٢) اصطلحوا على أن يلحقوا ياء النسب بآخر الألقاب المفردة للمبالغة في التعظيم ، ثم جعلوا النسبة إلى نفس صاحب اللقب أرفع رتبة من النسبة إلى شيء خارج عنه. ومن هنا كان «الأجلى» ، و «القاضوى» ، أرفع رتبة من «الجلالي» ، و «القضائي». وانظر صبح الأعشى ٦ / ٧٨ ، ١٠٠. ثم إن لهذه الألقاب دلالات متعارفة خاصة ، تولى تحديدها القلقشندي في صبح الأعشى ٧ / ٢٠ ـ ٧٣.
(٣) ما بين القوسين زيادة اقتضاها وجوب «صلة» للكلام.
(٤) عجز بيت لبشار بن برد ؛ وصدره ـ كما في الأغاني ٣ / ١٩ بولاق :
«يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة |
|
والأذن ........» |