فكم في قباب الحيّ من شمس كلة |
|
وفي فلك الأزرار من قمر سعد (١) |
وكم صارم قد سلّ من لحظ أحور |
|
وكم ذابل قد هزّ من ناعم القدّ |
خذوا الحذر من سكّان رامة إنّها |
|
ضعيفات كرّ اللّحظ تفتك بالأسد (٢) |
سهام جفون عن قسّي حواجب |
|
يصاب بها قلب البريء على عمد |
وروض جمال ضاع عرف نسيمه |
|
وما ضاع غير الورد في صفحة الخدّ |
ونرجس لحظ أرسل الدمع لؤلؤا |
|
فرشّ بماء الورد روضا من الورد |
وكم غصن قد عانق الغصن مثله |
|
وكلّ على كلّ من الشّوق يستعدي |
قبيح وداع قد جلا لعيوننا |
|
محاسن من روض الجمال بلا عدّ |
رعى الله ليلى لو علمت طريقها |
|
فرشت لأخفاف المطيّ به خدّي |
وما شاقني والطّيف يرهب أدمعي |
|
ويسبح في بحر من الليل مزبدّ |
وقد سلّ خفّاق الذّؤابة بارق |
|
كما سلّ لّماع الصّقال من الغمد (٣) |
__________________
(١) جمع زر ؛ وهو العروة في القميص تجعل فيها الحبّة.
(٢) رامة : موضع بالعقيق ؛ وانظر «معجم» البكري ص ٦٢٨.
(٣) خفّاق : مضطرب. وذؤابة كل شيء : أعلاه. والبارق : سحاب ذو برق.