وهزّت محلاة يد الشّوق في الدّجى |
|
فحلّ الذي أبرمت للصّبر من عقدي |
وأقلق خفّاق الجوانح نسمة |
|
تنمّ مع الإصباح خافقة البرد |
وهبّ عليل لفّ طيّ بروده |
|
أحاديث أهداها إلى الغور من نجد (١) |
سوى صادح في الأيك لم يدر ما |
|
الهوى ولكن دعا منّي الشّجون على وعد |
فهل عند ليلى نعّم الله ليلها |
|
بأنّ جفوني ما تملّ من السّهد |
وليلة إذ ولّى الحجيج (٢) على منى (٣) |
|
وفت لي المنى منها بما شئت من قصد |
فقضيت منها ـ فوق ما أحسب ـ المنى |
|
وبرد عفافي صانه الله من برد |
وليس سوى لحظ خفيّ نجيله |
|
وشكوى كما أرفضّ الجمان من العقد |
غفرت لدهري بعدها كل ما جنّى |
|
سوى ما جنى وفد المشيب على فودي |
عرفت بهذا الشّيب فضل شبيبتي |
|
وما زال فضل الضّد يعرف بالضّد |
__________________
(١) الغور : غور تهامة ، وهو ما بين ذات عرق إلى البحر ، وكل ما انحذر سيله مغربا عن تهامة فهو غور. ياقوت ٦ / ٣١١.
(٢) الحجيج : جماعة الحاج.
(٣) موضع في جبل عرفة بجانب مكة ، يذكر كثيرا في باب «الحج» من حيث صلته بكثير من أعمال الحجاج. وانظر «تنوير الحوالك» ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٥ طبع مصر سنة ١٣٥٦ ه.