ومن نام في ليل الشّباب ضلالة |
|
سيوقظه صبح المشيب إلى الرّشد |
أما والهوى ما حلت عن سنن الهوى |
|
ولا جرت في طرق الصّبابة عن قصدي |
تجاوزت حدّ العاشقين الألى قضوا |
|
وأصبحت في دين الهوى أمّة وحدي |
نسيت وما أنسى وفائي لخلّتي |
|
وأقفر ربع القلب إلا من الوجد |
إليك أبا زيد شكاة رفعتها |
|
وما أنت من عمرو لدي ولا زيد (١) |
بعيشك خبّرني وما زلت مفضلا |
|
أعندك من شوق كمثل الذي عندي |
فكم ثار بي شوق إليك مبرّح |
|
فظلّت يد الأشواق تقدح من زندي |
وصفّق حتى الرّيح في لمم (٢) الربى |
|
وأشفق حتى الطّفل في كبد المهد |
يقابلني منك الصّباح بوجنة |
|
حكى شفقا فيه الحياء الذي تبدي |
وتوهمني الشّمس المنيرة غرّة |
|
بوجهك صان الله وجهك عن ردّ |
محيّاك أجلى في العيون من الضّحى |
|
وذكرك أحلى في الشّفاه من الشّهد |
__________________
(١) الشكاة : الشكوى.
(٢) جمع لمة (بالكسر) ؛ وهي شعر الرأس إذا كان فوق الوفرة.