وما أنت إلا الشّمس في علوّ أفقها |
|
تفيدك من قرب وتلحظ من بعد |
وفي عمه (١) من لا ترى الشّمس عينه |
|
وما نفع نور الشّمس في الأعين الرّمد |
من القوم صانوا المجد صون عيونهم |
|
كما قد أباحوا المال ينهب للرّفد |
إذا ازدحمت يوما على المال أسرة |
|
فما ازدحموا إلّا على مورد المجد |
ومهما أغاروا منجدين صريخهم (٢) |
|
يشبّون نار الحرب في الغور والنّجد |
ولم يقتنوا بعد البناء ذخيرة |
|
سوى الصّارم المصقول والصّافن النّهد (٣) |
وما اقتسم الأنفال إلّا ممدّح |
|
بلاها بأعراف المطهّمة الجرد (٤) |
أتنسى ولا تنسى ليالينا التي |
|
خلسنا بهنّ العيش في جنّة الخلد |
ركبنا إلى اللّذات في طلق الصّبا |
|
مطايا الّليالي وادعين إلى حدّ |
__________________
(١) العمه في البصيرة ؛ كالعمى في البصر.
(٢) الصريخ كالصارخ : المستغيث.
(٣) الصافن (من الخيل) : القائم على ثلاث ، وعدوّا ذلك دليلا على كرم الأصل وانظر ص ٧٣.
والنهد : الفرس الجميل الحسن.
(٤) الأعراف : جمع عرف ؛ وهو شعر عنق الفرس. والمطهمة : البارعة الجمال التامة. والجرد : القصيرة الشعر.