فإن لم نرد فيها الكؤس فإنّنا |
|
وردنا بها للأنس مستعذب الورد |
أتيتك في غرب وأنت رئيسه |
|
وبابك للأعلام مجتمع الوفد |
فآنست حتى ما شكوت بغربة |
|
وواليت حتى لم أجد مضض الفقد |
وعدتّ لقطري شاكرا ما بلوته |
|
من الخلق المحمود والحسب العدّ (١) |
إلى أن أجزت البحر يا بحر نحونا |
|
وزرت مزار الغيث في عقب الجهد |
ألذّ من النّعمى على حال فاقة |
|
وأشهى من الوصل الهنيّ على صدّ |
وإن ساءني أن قوّضت رحلك النّوى |
|
وعوّضت عنّا بالذّميل وبالوخد (٢) |
لقد سرّني أن لحت في أفق العلا |
|
على الطّائر الميمون والطّالع السّعد |
طلعت بأفق الشّرق نجم هداية |
|
فجئت مع الأنوار فيه على وعد |
يمينا بمن تسري المطيّ سواهما |
|
عليها سهام قد رمت هدف القصد (٣) |
إلى بيته كيما تزور معاهدا (٤) |
|
أبان بها جبريل عن كرم العهد |
__________________
(١) الحسب العدّ : القديم.
(٢) الذميل : السّير اللين. والوخد الإسراع في المشي ، أو سعة الخطو.
(٣) جمع ساهمة ؛ وهي الناقة الضامرة.
(٤) يريد بيت الله ؛ وهو الكعبة الشريفة.