شيخه سليمان النقيب ، (١) أو أبو سليمان. لا أدري الآن ، صنّف كتابا في البيان في سفرين ، جعله مقدمة في كتاب تفسيره الكبير ، فإن أمكن سيّدي توجيهه. انتهى.
وفي الكتاب فصول أخرى في أغراض متعدّدة لا حاجة إلى ذكرها هنا. ثم ختم الكتاب بالسلام ، وكتب اسمه : محمد بن يوسف بن زمرك (٢) الصريحي ، وتاريخه العشرون من محرّم تسع وثمانين.
وكتب إليّ قاضي الجماعة بغرناطة ، أبو الحسن علي بن الحسن البنّي (٣) :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيّدنا ومولانا محمّد رسول الله.
يا سيّدي وواحدي ودّا وحبّا ، ونجيّ الرّوح بعدا وقربا. أبقاكم الله ، وثوب سيادتكم سابغ ، وقمر سعادتكم ـ كلّما أفلت الأقمار ـ بازغ ، أسلّم بأتم السلام عليكم ، وأقرّر بعض ما لدي من الأشواق إليكم ، من حضرة غرناطة ـ مهّدها الله ـ ، عن ذكر لكم يتضوّع طيبه ، وشكر لا يذوي ـ وإن طال الزمان ـ رطيبه ، وقد كان بلغ ما جرى من تأخيركم عن الولاية التي تقلّدتم أمرها ، وتحمّلتم مرّها ، فتمثّلت بما قاله شيخنا أبو الحسن ابن الجيّاب ، (٤) عند انفصال صاحبه الشريف أبي
__________________
(١) هو جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحسين بن الحسين المقدسي الحنفي عرف بابن النقيب (٦١١ ـ ٦٩٨). أخذ عنه أبو حيان ، واعتمد عليه كثيرا في تفسيره ، وانظر البحر المحيط ١ / ٦ ، ١١. حيث تجد الحديث عنه ، وعن تفسيره القيم. له ترجمة في طبقات المفسرين للداودي ورقة ٧٥ ـ ٧٦ (نسخة أسعد أفندي).
(٢) ضبطه ابن خلدون هنا بالحركات ، بفتح الزاي والميم ، وسكون الراء وقد تقدم الضبط الذي رجعناه لهذا العلم في ص ٢٢٦.
(٣) ضبطه ابن خلدون بالحركات في «طب» بضم الباء ، وبكسرها. وهو نسبة إلى «بنة» وقد ذكرها ياقوت ١ / ٢٩٤ ، وصاحب تاج العروس ، (بن) ولم يذكرا فيها ضم الباء.
(٤) هو أبو الحسن علي بن محمد بن سليمان بن علي بن سليمان الغرناطي الشهير بابن الجياب (٦٧٣ ـ ٧٤٩). له ترجمة واسعة في نفح الطيب ٣ / ٢٢٦ ـ ٢٤٥ ، ٢٦٤ ـ ٢٦٥ طبع بولاق.