في ذلك بالحاجب. وانتقض ، واستدعى نائب ملطية ، (١) وهو منطاش من أمراء اليلبغاوية ، وكان قد انتقض قبله ، ودعا نواب الشام إلى المسير إلى مصر إلبا على الظاهر ، فأجابوه ، وساروا في جملته ، وتحت لوائه ، وبلغ الخبر إلى الظاهر برقوق ، فأخرج عساكره مع أمراء اليلبغاوية من أصحابه : وهم الدوادار الأكبر يونس ، (٢) وجهركس الخليلي أمير الإسطبل ، والأتابكي ايتمش ، (٣) وأيدكار حاجب الحجاب (٤) وأحمد بن يلبغ أستاذهم. (٥) وخرج الناصري من حلب في عسكره ، واستنفر العرب والتركمان وأمراء الشام ، ولما تراءى الجمعان بناحية دمشق ، نزع كثير من عسكر السّلطان إليهم ، وصدقوا الحملة على من بقي فانفضّوا ، ونجا أيتمش إلى قلعة دمشق ، فدخلها ، وقتل جهركس ، ويونس ، ودخل الناصري دمشق ، ثم أجمع المسير إلى مصر ، وعميت أنباؤهم حتى أطلّوا على مصر.
وفي خلال ذلك أطلق السّلطان الخليفة من محبسه كان بعض الغواة أنمى عنه ،
__________________
(١) بفتح الميم واللام ، وسكون الطاء ، ثم ياء مفتوحةMalatya ؛ والعامة تكسر الطاء. وتشدد الياء.
تقع في الشمال الغربي لديار بكر من الجمهورية التركية. عرضها الشمالي ٣٨ ـ ٣٠ ، وطولها الشرقي ٣٨ ـ ٢٨. وانظر ياقوت ٨ / ١٥٠ ـ ١٥١ ، تاج العروس (ملط).
(٢) يونس بن عبد الله الأمير سيف الدين الدوادار الأكبر للملك الظاهر ، ويعرف بالنوروزي (نسبة إلى معتقه الأمير جرجي النوروزي). كان من أعاظم دولة الظاهر برقوق ، حارب منطاش ، والناصري ، وعاد في جيش منهزم إلى القاهرة ، وفي طريقه قتل سنة ٧٩١ عن نيف وستين سنة. المنهل ٢ / ٤٩٢ (نسخة نور عثمانية) ، خطط المقريزي ٢ / ٤٢٦ بولاق.
(٣) انظر أخباره في «العبر» ٥ / ٥٠٠.
(٤) أيدكار بن عبد الله العمري سيف الدين ، كان أحد أعيان الملك الظاهر ، وولاه حجابة الحجاب ، ثم انحاز إلى حزب منطاش ، ولما عاد برقوق إلى الملك قبض عليه في سنة ٧٩٤ ، وقتله. المنهل ١ / ١٥٤ (نسخة نور عثمانية).
(٥) الأمير شهاب الدين أحمد بن يلبغا العمري الخاصكي ، كان برقوق مملوكا لوالده ، ولذلك عفا عنه حين انحاز إلى الناصري ومنطاش ، ولما مات الظاهر ، ثار ايتمش وآخرون بالشام ، فانضم إليهم أحمد بن يلبغا هذا ، وحاربهم فرج بن الظاهر ، فانتصر عليهم ، وقبض على أحمد بن يلبغا ، فقتله في سنة ٨٠٢ ، المنهل ١ / ٩٥ (نسخة نور عثمانية).