لقد صور ناسخنا الكلمات كما رآها في الأصل ، وتركها مهملة إن كان الأصل أغفلها من الإعجام ، وبذلك ترك النص بحالته تحت نظر القارئ والباحث بعده ، وتلك محمدة عادت ثمرتها على هذا الفرع بالاعتبار. على أنه ـ مع ذلك ـ لم يبرأ من تحريفات تبلغ أحيانا الغاية البعدى في الخطورة.
ويتبع هذا الفرع أصله في النقص الواقع به ؛ وترك الناسخ ورقتين أخريين سهوا لم يكتبهما (١) ، فأضاف إلى النقص الوراثي عيبا آخرا جديدا غبّر به في وجه هذا الفرع.
وقد أشرت إلى هذه النسخة في الحواشي حين اعتمدت عليها بحرف «ج»
(ح) نسخة أسعد أفندي : [رقم ٢٢٦٨ ، ٩٣ ق ، ٣٢٧* ١٥٥ مم]
والنسخة المحفوظة بمكتبة أسعد أفندي (إحدى مكتبات السليمانية باستانبول) فرع لنسخة أيا صوفيا أيضا ؛ خطه نسخ جميل ، أما من حيث الصحة فهو بالغ الحضيض في التحريف ، وقد قدّم الناسخ وأخّر في بعض أوراق الأصل ، فخرج الفرع إلى تصحيفه ـ مضطربا ، ولم أعتمد عليه لعدم صلاحيته ـ فيما أزعم ـ ، على أن جمال خطه ، وعناية ناسخه بالإعجام ، قد خدع بعض المعاصرين فوصفه بالحسن ، وكاد أن يفضله على أصله بأياصوفيا.
(د) نسخة الرباط :
وفي مكتبة الرباط «عاصمة المغرب الأقصى» الحالية ، نسخة من هذا الكتاب تحت رقم (١٣٤٥D) ، ولست أملك الأدلة المادية للحكم بأنها فرع من أياصوفيا حكما يقينيا ، ولكنني أظن ذلك ظنا راجحا يقوم على أمرين :
١ ـ أن عنوانها : «التعريف بابن خلدون ، ورحلته غربا وشرقا» وكلمات : «ورحلته غربا وشرقا» لا توجد إلا في الأصلين الحديثين : «أيا صوفيا» ، و «أحمد الثالث» ، وفيما عساه أن يكون قد تفرع عنهما.
__________________
(١) يقع هذا النقص في المخطوط في الورقة ٣٥ ب ، ومكانه في المطبوع في ص ١٠١ وما بعدها.