٢ ـ فإذا ما صح الفرض الذي قدمته ، وهو أن أصل «أحمد الثالث» عقيم لم يعقب ، كانت نسخة الرباط فرعا من فروع «أيا صوفيا» لا محالة.
النسخ المتوسطة
(ا) نسخة «الظاهري» : وهي واقعة في آخر النسخة التي قدمها ابن خلدون للملك الظاهر برقوق ، والجزء الذي تشغله يبتدئ من ص ٣١٥ وينتهي بصفحة ٣٨١ من الجزء الرابع عشر وهو آخر الكتاب.
وخط هذه النسخة رائع ، وفي مبدأ كل جزء منها لوحة مذهّبة وملونة ، كتب عليها أنها «كتبت برسم الخزانة الملكية الظاهرية».
وقد راجع ابن خلدون هذه النسخة قبل تقديمها للملك الظاهر ، فضبط بعض كلماتها ، وأصلح ما احتاج منها إلى الإصلاح.
وتنتهي هذه النسخة برجوع ابن خلدون من الحج في سنة ٧٩٧ ؛ فبعد أن دخلت إلى مكتبة الملك الظاهر لم يضف إليها ما أضيفإلى الأصلين السابقين. ولذلك نجد مثلا الرسالة التي كتبها ابن الخطيب إلى أحد ملوك الحفصيين ـ على لسان ملكه ابن الأحمر (١) ـ ساقطة من هذه النسخة ، وإن كان مكانها في القسم الذي يأتي قبل ارتحال ابن خلدون إلى المشرق. ثم لا تحتوى هذه النسخة على ما بعد سنة ٧٩٧.
وقد انتفعت بالأجزاء التي لم يغيرها ابن خلدون من هذه النسخة ، وأشرت إلى الخلاف ـ حيث يوجد ـ في حواشي الكتاب ، وسميتها ب «الظاهري» عند الإشارة إليها.
(ب) نسخة الشنقيطي : [رقم ١ ش تاريخ ٢٠ ورقة (من ٣٦٣ ظ ـ ٣٨٣ و) ، ٣١٤* ٢١٤ مم ، سطورها ٤٢].
كتبت في سنة ١١٣٧ برسم خزانة الملك المولى إسمعيل (١٠٧٢ ـ ١١٣٩) أحد ملوك الدولة العلوية القائمة الآن بالمغرب الأقصى ؛ خطها مغربي يقرب في قاعدته إلى
__________________
(١) تقع هذه الرسالة في المطبوع بين ص ١٥٥ ، ص ٢٠٩.