ب «ويس» (٩٦٩ ـ ١٠٦٧ ه) متوليا لخطة القضاء برشيد وغيرها في مصر ، وزار القاهرة فاشترى من مخطوطاتها واستعار ، وكان ما تمكه «مقدمة» ابن خلدون ، ونسخة من هذا الكتاب ـ وكل واحدة منهما كانت نسخة المؤلف (١) ـ فكتب على ظهر الورقة الأولى من هذا الكتاب : «كتاب رحلة ابن خلدون بخطه ، رحمهالله تعالى» (٢).
وسجل واضعو فهرس مكتبة «أياصوفيا» نسخة ويسى المذكورة باسم «رحلة ابن خلدون» ، ثم نقلت عنها نسخة أخرى ووضعت في مكتبة «أسعد أفندي» فسميت أيضا «رحلة ابن خلدون» ؛ وعرفت فهارس الآستانة بين العلماء ، فنقلوا عنها فيما كتبوه عن تراث ابن خلدون ـ أن من بين آثاره الفكرية «رحلته».
وهذه التطورات التي مرت بها صيغة العنوان ، قد أدت أخيرا إلى نوع من الارتباك في اسم هذا الكتاب ، ثم في ماهيته ؛ فحينما تحدث العلامة المستشرق كارل بروكلمن في كتابه «تاريخ الأدب العربي» عن مراجع ترجمة ابن خلدون ، أحال على ترجمته الذاتية» Autobiographie «التي تقع في آخر الجزء السابع من «العبر» ، وأحال على «الرحلة» المحفوظة في مكتبة «أسعد أفندي» ، ثم على «التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا» ، المحفوظ بدار الكتب المصرية ، والمجهول المؤلف؟ (٣).
__________________
(١) من الكتب التي استعارها ديوان عبد الله بن الدمينة وقد كتب على ظهر الورقة الأولى منه :
«استعارة العبد المحتاج إلى الله سبحانه ويسى ، من خازن كتب «القبة المنصورية» بمدينة القاهرة في سنة ١٠٠٦. رحم الله امرأ أوصله إليها إن لم يسمحني الزمان بإيصاله ، والحمد لله والصلاة على محمد وآله».
ولم يرد الكتاب إلى مكانه ، بل نقل إلى الآستانة ، وهو الآن محفوظ بمكتبة «رئيس الكتاب» تحت رقم ٩٥٠ / ١.
وانظر ترجمة ويسى المذكور في «عثمانلي مؤلفلري» ٢ / ٤٧٧.
(٢) ليست هذه النسخة بخط المؤلف ، وإنما كتب على بعض حواشيها إلحاقات بخطه ، وانظر ص «ط» حيث ذكر وصفها.
(٣) ٣٣٤٢Brock.S.II والعذر للرجل ما ذكرته من تغير العنوان مع الزمن ، ثم عدم وضوح عبارة «فهرس دار الكتب المصرية».