الثروة والحشم والأتباع. و: وي ، عند الخليل وسيبويه : اسم فعل مثل : صه ومه ، ومعناها : أعجب. قال الخليل : وذلك أن القوم ندموا فقالوا ، متندمين على ما سلف منهم : وي ، وكل من ندم فأظهر ندامته قال : وي. وكأن : هي كاف التشبيه الداخلة على أن ، وكتبت متصلة بكاف التشبيه لكثرة الاستعمال ، وأنشد سيبويه :
وي كأن من يكن له نشب يح |
|
سب ومن يفتقر يعش عيش ضر |
والبيت لزيد بن عمرو بن نفيل. وحكى الفراء أن امرأة قالت لزوجها : أين ابنك؟ فقال : ويكأنه وراء البيت ، وعلى هذا المذهب يكون الوقف على وي. وقال الأخفش : هي ويك ، وينبغى أن تكون الكاف حرف خطاب ، ولا موضع له من الإعراب ، والوقف عليه ويك ، ومنه قول عنترة :
ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها |
|
قيل الفوارس ويك عنتر اقدم |
قال الأخفش : وأن عنده مفتوح بتقدير العلم ، أي أعلم أن الله ، وقال الشاعر :
ألا ويك المضرة لا تدوم |
|
ولا يبقى على البؤس النعيم |
وذهب الكسائي ويونس وأبو حاتم وغيرهم إلى أن أصله ويلك ، فحذفت اللام والكاف في موضع جر بالإضافة. فعلى المذهب الأول قيل : تكون الكاف خالية من معنى التشبيه ، كما قيل : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (١). وعلى المذهب الثاني ، فالمعنى : أعجب لأن الله. وعلى المذهب الثالث تكون ويلك كلمة تحزن ، والمعنى أيضا : لأن الله. وقال أبو زيد وفرقة معه : ويكأن ، حرف واحد بجملته ، وهو بمعنى : ألم تر. وبمعنى : ألم تر ، قال ابن عباس والكسائي وأبو عبيد. وقال الفراء : ويك ، في كلام العرب ، كقوله الرجل : أما ترى إلى صنع الله؟ وقال ابن قتيبة ، عن بعض أهل العلم أنه قال : معنى ويك : رحمة لك ، بلغة حمير.
ولما صدر منهم تمني حال قارون ، وشاهدوا الخسف ، كان ذلك زاجرا لهم عن حب الدنيا ، وداعيا إلى الرضا بقدر الله ، فتنبهوا لخطئهم فقالوا : وي ، ثم قالوا : كأن (اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) ، بحسب مشيئته وحكمته ، لا لكرامته عليه ، ويضيق على من يشاء ، لا لهوانه ، بل لحكمته وقضائه ابتلاء. وقرأ الأعمش : لو لا منّ الله ، بحذف أن ، وهي مزادة. وروي عنه : منّ الله ، برفع النون والإضافة. وقرأ الجمهور : لخسف مبنيا
__________________
(١) سورة الشورى : ٤٢ / ١١.