بعضهم ببعض لأجل حديث يحدثه ، به أو اللام المقوية لطلب اسم الفاعل للمفعول ، فنهوا أن يستأنسوا حديث أهل البيت. واستئناسه : تسمعه وتوحشه.
(إِنَّ ذلِكُمْ) : أي انتظاركم واستئناسكم ، (يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ) : أي من إنهاضكم من البيوت ، أو من إخراجكم منها بدليل قوله : (وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) : يعني أن إخراجكم حق ما ينبغي أن يستحيا منه. ولما كان الحياء مما يمنع الحي من بعض الأفعال ، قيل : (لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) بمعنى : لا يمتنع ، وجاء ذلك على سبيل المقابلة لقوله : (فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ). وعن عائشة ، وابن عباس : حسبك في الثقلاء ، أن الله لم يحتملهم. وقرئت هذه الآية بين يدي إسماعيل بن أبي حكيم فقال : هنا أدب أدب الله به الثقلاء. وقرأت فرقة : فيستحيي بكسر الحاء ، مضارع استحا ، وهي لغة بني تميم. واختلفوا ما المحذوف ، أعين الكلمة أم لامها؟ فإن كان العين فوزنها يستفل ، وإن كان اللام فوزنها يستفع ، والترجيح مذكور في النحو. وقرأ الجمهور : بياءين وسكون الحاء ، والمتاع عام في ما يمكن أن يطلب على عرف السكنى والمجاورة من المواعين وسائر المرافق للدين والدنيا. (ذلِكُمْ) ، أي السؤال من وراء الحجاب ، (أَطْهَرُ) : يريد من الخواطر التي تخطر للرجال في أمر النساء ، والنساء في أمر الرجال ، إذ الرؤية سبب التعلق والفتنة. ألا ترى إلى قول الشاعر :
والمرء ما دام ذاعين يقلبها |
|
في أعين العين موقوف على الخطر |
يسر مقلته ما ساء مهجته |
|
لا مرحبا بانتفاع جاء بالضرر |
وذكر أن بعضهم قال : أننهى أن نكلم بنات عمنا إلا من وراء حجاب؟ لئن مات محمد لأتزوجن فلانة. وقال ابن عباس وبعض الصحابة : وفلانة عائشة. وحكى مكي عن معمر أنه قال : هو طلحة بن عبيد الله. قال ابن عطية : وهذا عندي لا يصح على طلحة فإن الله عصمه منه. وفي التحرير أنه طلحة ، فنزلت : (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) ، فتاب وأعتق رقبة ، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله ، وحج ماشيا.
وروي أن بعض المنافقين قال : حين تزوج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أم سلمة بعده ، أي بعد سلمة ، وحفصة بعد خنيس بن حذافة : ما بال محمد يتزوج نساءنا؟ والله لو قد مات لأجلنا السهام على نسائه. ولما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وارتدت العرب ثم رجعت ، تزوج عكرمة ابن أبي جهل قتيلة بنت الأشعث بن قيس ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قد تزوجها ولم يبن بها. فصعب ذلك على أبي بكر وقلق ، فقال له عمر : مهلا يا خليفة يا خليفة رسول الله ، إنها ليست من