النظام يتقدم لشغل هذا المنصب أكثر من شخص ويؤخذ رأي خدم الأضرحة الأخرى وتقوم الولاية باختيار أفضل العناصر المتقدمة وبالطبع سيكون المتقدمون من الرعايا العثمانيين (١).
بعد ذلك ظهر أن التنظيم الخاص بموظفي الأضرحة لم ينفذ كما يجب ، واتضح أن كثيرين من أصحاب النفوذ في بغداد وعلى رأسهم الإيرانيون قد شغلوا هذا المنصب ، وأحسن مثال لذلك هو استمرار النزاع بين العرب والمجاورين الإيرانيين على وظيفة خادم ضريح الإمام العباس ، ويفهم أن تلك الخلافات قد استمرت رغم تأسيس السلطة المركزية ، وقد أوصى محمد نامق باشا الوالي السابق لبغداد في إحدى لوائحه بضرورة إحياء العمل بالقواعد التي وضعها نجيب باشا لهذا الأمر أو وضع قانون خاص بتعيين حامل مفتاح الضريح لإنهاء هذا الصراع الدائر بين العرب والإيرانيين منذ فترة طويلة على هذا المنصب ، ومع أن نامق باشا أوصى بضرورة تعيين السيد محمد حسين أفندي في منصب حامل مفتاح ضريح العباس إلا أنه أوضح أن من مصلحة الدولة تأجيل تعيينه لفترة ما ، ولما أوصى نامق باشا بتلك التوصيات أوضحت الدولة أنها ستتخذ قرارا في هذا الشأن بعد مشاورة عبد الرحمن باشا والي بغداد السابق (٢).
ووظائف الأضرحة هي فتح الضريح للزوار وقبول الهدايا التي يجلبها الزوار وحفظها وتسجيلها في الدفتر الخاص بذلك وأهم تلك الوظائف هي حامل مفتاح الضريح ، وكان يجب تخصيص رواتب جيدة لمن يعملون في هذه المناصب حتى لا يسيؤوا استعمال هذه المناصب ، ومما يلفت الانتباه أن الدولة لم ترفض الطلبات التي قدمها هؤلاء
__________________
(١) BOA, Yildiz Tasnifi, Komisyonlar Maruzati) Y. PRK. KOM (٤ / ٣٣,) ١١ S ١٠٣١ (.
(٢) BOA ,Y.PRK.KOM ٤ / ٣٣ ;I.Dh ٨٠٥٦٦ , (٧٩٢١).