قدومه من تبريز إلى أرضروم ، وبينما كان هذا التأخير يقلق سفيري روسيا وإنجلترا أعطى المفوضين العثمانيين الوقت اللازم لتخفيف الضغط الدبلوماسي الواقع عليهم.
وفي تلك الأثناء ظهرت شائعات في تبريز بأنه قد تم قتل ما يقرب من ثمانية آلاف شخص أثناء إخماد ثورة كربلاء ، وقامت الحكومة العثمانية بتكذيب تلك الأخبار على الفور (١).
وفي الوقت الذي كانت تسعى فيه إيران لنشر الأكاذيب والشائعات عن حادثة كربلاء بما يتفق مع مصالحها أوضحت الدولة العثمانية أن إيران هي السبب الرئيسي في حادثة كربلاء ، وقد كانت نتائج تلك الثورة تهم الدولة العثمانية فقط في بادىء الأمر ، ولكنها بعد ذلك بدأت تأخذ أبعادا دولية ، حيث بدأت الدول الكبرى تهتم بها ؛ ولهذا أرسلت الدولة العثمانية الموظفين السريين إلى المنطقة للوقوف على النشاط الإيراني في كربلاء ، بخلاف هذا اتخذت الإجراءات لمنع وصول الرعايا الإيرانيين الموجودين في المنطقة إلى حالة الغليان (٢).
وكان نجيب باشا هو أول من أعطى معلومات لروسيا وإنجلترا تتعلق بحادثة كربلاء ، ثم زعمت إنجلترا وروسيا بأنهما قد تأكدتا من أن الحادثة ليست كما شرح نجيب باشا بناء على المعلومات التي وصلتهم ، وأنه قد حدثت انحرافات وأعمال غير لائقة ، وبناء عليه يجب على الدولة العثمانية عزل نجيب باشا من منصبه وتعيين مرخص ذي خبرة كبيرة خلفا لنوري أفندي الذي توفي وذلك حتى لا يزيد التوتر بين الدولة العلية وإيران (٣).
__________________
(١) BOA ,I.MSM ٣٣٨١ ,Lef : ٥.
(٢) BOA ,I.MSM ٣٣٨١ ,Lef : ٦ ,١ S ٩٥٢١.
(٣) BOA ,I.MSM ٣٣٨١ ,Lef : ٢١.