ضرورة إرساله بسرعة إلى استانبول وطلب من والي الموصل أن يرسله بواسطة رجال البريد العالمين عنده (١) ، ولما رأت الحكومة أن التقرير والمعلومات التي أدلى بها سعد الله باشا وأرسلها نامق باشا صحيحة قررت استخدام تلك المعلومات في المباحثات التي ستتمّ بعد ذلك (٢).
وقد كشفت الدراسات الأولى التي قام بها نامق باشا في بغداد عن أن السبب الرئيسي في تلك الحادثة هو الفجوة السياسية التي حدثت في عهد علي رضا باشا والي بغداد السابق ، وسعى نجيب باشا لسدّ تلك الفجوة وتقوية الإدارة المركزية في المنطقة ، وها هي المعلومات التي حصل عليها محمد نامق باشا بخصوص حادثة كربلاء أثناء وجوده في بغداد : «أثناء دخول سعد الله باشا والفريق محمد باشا قلعة كربلاء قاموا بالتنبيه على الجنود الموجودين في معيتهم بألا ينهبوا أية أموال أو متعلقات ، وبالرغم من ذلك قام بعض الجند بالاستيلاء على بعض المتعلقات والأموال ، إلا أن الباشاوات المذكورين عرفوا بالأمر وأعادوا تلك الأموال لأصحابها ، وقد قتل ٥٠٠ شخص أثناء اقتحام القلعة ، ولكن ثبت أن قتلهم لم يكن بالرصاص أو النار ، أما الثوار المقبوض عليهم في الحادثة فلم يتم قتلهم ، بل تمّ استجواب ٥٠ ـ ٦٠ شخصا منهم ، ثم أرسلوا إلى بغداد لمحاكمتهم» (٣).
لم يجد نامق باشا المعلومات التي حصل عليها من بغداد كافية ، فقرر الذهاب إلى قصبة كربلاء ، ولكن قبل ذهابه إلى هناك كانت روسيا وإنجلترا قد كلفتا ضابطا ببحث الموضوع ، فقام هذا الضابط بعمل تحريات عن الحادثة لمدة خمسة عشر يوما ، وناقش نتائجها مع نامق باشا
__________________
(١) BOA ,I.MSM ٤٣٨١ ,Lef : ٢ ,٢ Ra ٩٥٢١.
(٢) BOA ,I.MSM ٤٣٨١ ,Lef : ٣ ,٣٢ Ra ٩٥٢١.
(٣) BOA ,I.MSM ٦٣٨١ ,Lef : ٢ / a ,٩١ Ra ٩٥٢١.