كان يتضمن شروطا ثقيلة بالنسبة للمطالب الأخرى وعلى سبيل المثال طلب مسيو تيتوف في مذكرته المؤرخة بتاريخ ٨ ديسمبر ١٨٤٣ م ما يلي :
«يجب أن يتم تعيين موظف من الجانب الإيراني لمراقبة دفع التعويضات التي ستقدمها الدولة العثمانية للأسر التي تضررت في كربلاء ، كما يجب أن يصرح بتعيين وكيل أو قنصل إيراني في كل المدن التي تعتبر مزارات للإيرانيين مثل النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء» (١).
وكما هو واضح فإن روسيا كانت بمثابة المتحدث الرسمي باسم إيران ، أما الدولة العثمانية فقد أظهرت رد فعل عنيف على بعض تلك الاقتراحات المقدمة كشروط أولية لمباحثات الصلح ، ولكنها لم تصرح بردود أفعالها إلى روسيا ، بل صرحت بها بشكل مباشر لإيران ، وبذلك أوضحت أن إيران هي المخاطب الرسمي لها.
وقد أخطرت الدولة العثمانية المفوض الإيراني بتلك الخصائص المتعلقة بالرسالة التي ستقدمها إلى رئيس وزراء إيران ، والتعويضات التي ستقدمها لمن تضرر في الحادثة :
«إن الدولة العثمانية لم تكن راضية عن تلك الأحداث التي وقعت في كربلاء ، وعلى عكس مطلب روسيا ، سترسل رسالة خاصة بشعورها بالأسف بسبب الجهود المبذولة للحصول على بعض المكاسب من تلك الحادثة ، أما بخصوص المساعدات التي ستقدمها لمن تضرر في الحادثة ، فقد أوضحت الدولة العثمانية بأنها ستتم تحت مراقبة وإشراف الأشخاص الذين يعرفون من تعرض للضرر من الأهالي.» (٢)
لقد كانت الدولة العثمانية تنظر إلى إيران على أنها السبب الرئيسي
__________________
(١) BOA ,HR.SYS ١٩ / ١ ,Lef : ٧ ,٨ Kanun ـ l evvel ٣٤٨١.
(٢) BOA ,HR.SYS ١٩ / ١ ,Lef : ٣.