تأذن به ، كما تحذركم الدولة من القيام بأية تصرفات غير لائقة قد تكون سببا في الشكوى أو إفساد العلاقات مع إيران ، وإذا حدث منكم تقصير في ذلك فلن تتردد الدولة في عزلكم» (١).
وبناء على تلك التحذيرات التي تلقاها نجيب باشا أخبر الحكومة بأنه سيسعى لحماية أموال وأرواح الزوار والتجار الإيرانيين كما كان سابقا ، وذلك حتى لا يبدو متهما بشكل أكبر من ذلك. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لم يتوان نجيب باشا في تحذير وتنبيه الدولة من الخطر الإيراني وذلك من خلال التقرير الذي أرسله إلى الباب العالي ، الذي ورد فيه ما يلي :
«إن دولة إيران تريد أن تسيطر على بغداد معنويّا ، والزوار والرعايا الإيرانيين في الأراضي العثمانية هم أصل تلك المشكلات ، من ناحية أخرى أوضح أن القنصليات الإيرانية التي طلب إنشاؤها في المراكز المختلفة ستكون مراكز للفتنة والفساد ، وستعمل على ازدياد النفوذ الإيراني» (٢).
وقد قلنا من قبل إنه قد حصل نوع من الوفاق الدولي على أن يكون خطاب التحذير المرسل لنجيب باشا سرّيّا ، وبالرغم من ذلك وصل الخطاب إلى يد السفير الإنجليزي والسفير الروسي ، وكان ذلك سببا في ظهور ردّ فعل الحكومة العثمانية.
أما الاتهام الآخر الذي وجه لنجيب باشا فكان بخصوص إطلاقه سراح أحمد باشا متصرف بابان مقابل الرشوة التي حصل عليها من أخيه عبد الله بك ، وأوضح نجيب باشا أنه لم يقبل هدايا لا من عبد الله بك ولا من غيره (٣).
__________________
(١) BOA ,I.MSM ٩٣٨١ ,Lef : ٣.
(٢) BOA ,I.MSM ٩٣٨١ ,Lef : ٣.
(٣) BOA ,I.MSM ٦٣٨١ ,Lef : ٨ ,S R ٩٥٢١.