الأشخاص هي إمكانية استخدامهم ضد إيران إذا تطلّب الأمر ذلك ، لا سيما وأنها كانت تلجأ إلى تلك السياسة أحيانا ، وبخلاف هؤلاء الأمراء وافقت الدولة العثمانية على طلب الحاج ميرزا أغا صدر الدولة الإيراني الأسبق بإقامته في كربلاء (١).
ومن الملاحظ أن الدولة العثمانية سعت لإرضاء العلماء الشيعة الموجودين في كربلاء ، فقد كان علماء الشيعة هم أكثر من لهم كلمة نافذة على الشيعة الموجودين بالمنطقة ، حتى إن علماء الشيعة الموجودين بكربلاء لم يكن لهم نفوذ على الشيعة الموجودين في كربلاء فحسب ، بل كان لهم نفوذ أيضا على الشيعة الموجودين في إيران والعالم كله ، وكانت الدولة العثمانية سعيدة من وجود هؤلاء الأشخاص في أراضيها ، وكانت تسعى من وراء ذلك إلى جعلهم تحت نفوذها وبذلك تتمكن من جعل الأهالي الشيعة الموجودين في المنطقة تحت سيطرتها من ناحية ، وتتمكن من جعل تأثيرها محسوسا على كل شيعة العالم من ناحية أخرى ، وفي مقابل ذلك كان شاه إيران لا يتورع عن العطف على علماء الشيعة ، ومن ذلك إرساله في عام ١٨٧١ م (١٥٠٠) طومان وعلبة مرصعة لكل واحد من علماء الشيعة القادمين حديثا إلى كربلاء والنجف ، كما أرسل لكل عالم من العلماء المقيمين في كربلاء منحا مختلفة ، فقد خصص لمحمد التقي وميرزا علي النقي والسيد أحمد والسيد رضا من كبار علماء الشيعة (١٥٠) طومان لكل واحد منهم ، ولصهر السيد حسن (١٠٠) طومان ، أما محمد التقيمي فقد أرسل له خاتما بقيمة ٥٠٠٠ قرش ، وسبب التفريق بين العلماء الجدد منهم والقدامى هو أن القدامى قد دخلوا بالفعل تحت حماية الدولة العثمانية وشغلوا مناصب ونالوا رواتب وعطايا كبيرة من الدولة العثمانية نظرا لخدمتهم للدولة في إقناع الأهالي بقبول
__________________
(١) BOA ,HR.MKT ٧٢ / ٢٦ ,٢١ ZA ٥٦٢١.