تطبيق نظام التجنيد بالقرعة في المنطقة ، وبسبب التفرقة في المعاملة بين هؤلاء العلماء لم يقبل قدامى العلماء تلك الهدايا وبذلك حرموا من (١٠٠٠٠٠) قرش ، وفي مقابل ذلك بدأت الدولة العثمانية في عام ١٨٧٠ م ومنح عطية للعلماء الشيعة الموجودين في كربلاء ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ، وكذا زين العابدين الذي كان واحدا من علماء إيران (١) ، وقد سعى مدحت باشا في فترة ولايته لعمل بعض الإجراءات لإسعاد العلماء الشيعة وجذبهم للدولة العثمانية ، وقد أرسل كل من مدحت باشا وكمال باشا ناظر الأوقاف الهمايونية برقية لنظارة الداخلية تتعلق بالموضوع ، وتم التباحث في الأمر مع الصدارة وتقرر مصاحبة هؤلاء العلماء ومكافأتهم ، وبعد الحصول على إذن من السلطان منح هؤلاء العلماء (١٠٠٠٠٠) قرش من دخل ولاية بغداد (٢). ومن النماذج الأخرى في هذا الموضوع تخصيص راتب يقدر بخمسمائة قرش للسيد محمد أفندي رشدي زاده من العلماء الجعفريين الذين يعيشون في كربلاء (٣).
ويتضح من المعلومات الخاصة بالفترة التي نقوم بدراستها وجود بعض الانحرافات في إيصال الأموال والهدايا التي كانت ترسل من إيران والهند لمستحقيها ، ففي عام ١٨٧٥ م أرسل شيعة الهند (٥٠٠٠٠) قرش للعلماء الشيعة ومثلها للأهالي في النجف ، ولما لم يتمّ إيصال تلك المبالغ إلى مستحقيها أرسل الشيخ محسن الوكيل عن علماء النجف برقية لولاية بغداد والباب العالي والقيادة العسكرية ، وأوضح الباب العالي رأيه في تلك الشكوى بأنه لا يجوز حرمان هؤلاء العلماء والأهالي الفقراء من تلك الأموال المرسلة إليهم ، وتمّ تكليف ولاية بغداد بعمل التحقيقات
__________________
(١) BOA ,I.Hr ٧٤١ ,٥٢ M ٦٥٢١.
(٢) BOA, I. Dh ٩٧٤٣٤, ٨ L ٧٨٢١; Ayniyat Defteri, ١٥٨, s. ٥٩, ٣١ L ٧٨٢١.
(٣) BOA ,I.Dh ٤٩٦٦٤ ,٤١ C ٠٩٢١.