موتاهم وأداء بعض الواجبات الدينية الهامة طبقا لمذاهبهم كما هو الحال اليوم ، أما التجار فكانوا ينقسمون إلى جماعتين على حسب الهدف من مجيئهم إلى كربلاء : الجماعة الأولى وكانت تأتي إلى كربلاء في شهر المحرم من كل عام للتجارة والاستفادة من تجمع الشيعة التقليدي فيها ، أما الجماعة الثانية فكانت تمرّ من كربلاء الواقعة على طريقها عند اتجاهها إلى الغرب.
ويفهم من الشكاوى التي تقدم بها الزوار والتجار الإيرانيون منذ تأسيس الدولة الصفوية ودخول منطقة العراق تحت الحكم العثماني بعد ذلك حتى الفترة التي ندرسها أنهم كانوا يصطدمون بنفس المشكلات أثناء رحلاتهم التي يقومون بها للعراق والعتبات ، فقد ورد بند في معاهدة أرضروم الموقعة عام ١٨٢٣ م بخصوص توفير الراحة والأمن للزوار والتجار الذين يقومون برحلات في المنطقة (١).
وكانت هناك أسباب عدة لشكوى الزوار والتجار الإيرانيين القادمين من إيران ، ومن ذلك على سبيل المثال سوء استعمال موظفي بغداد لوظائفهم كأخذ الضرائب العالية من التجار والزوار القادمين من إيران.
وبخلاف سوء استعمال موظفي بغداد لوظائفهم فقد ظهر ريب من الإيرانيين الذين زاروا كربلاء في بعض الفترات التي اضطربت فيها العلاقات العثمانية الإيرانية ، وقد وضع لهم بعض الحدود والموانع النابعة من هذا الريب المحسوس من دخول الإيرانيين إلى الأراضي العثمانية بشكل مكثف في فترات الاضطراب ، وذلك لأن الدولة العثمانية كانت تخشى من تحريض الزوار والتجار الإيرانيين للأهالي الشيعة المحليين في تلك الفترات المتأزمة ، ومن قيامهم أي الزوار والتجار بعمل دعاية ضد الدولة العثمانية ، كما فرض شاهات إيران أيضا حظرا
__________________
(١) Muahedat Mecmuasi ,III ,٢.;III ,٤.