بسبب الامتداد الشيعي الموجود بها ، إلا أن معظم من حكم تلك المنطقة كان يعطي للسيطرة عليها أهمية كبرى بسبب أهميتها الدينية والجغرافية.
وبالرغم من الرعاية والحرمة التي أظهرها العباسيون لضريح الإمام الحسين منذ عهودهم الأولى وعلى الرغم من تأسيس أم موسى بنت منصور والدة الخليفة المهدي بالله وقفا لسد احتياجات المدينة فقد أمر الخليفة العباسي المتوكل على الله بهدم ضريح الإمام الحسين والأبنية الموجودة حوله بسبب عداوته للشيعة ، وحوّل كل تلك الأراضي إلى حقول ، وأعلن أن سيعاقب كل من يأتي لزيارة المكان ، ولكن هذا التحذير الذي أعلنه الخليفة المتوكل على الله لم يكن مؤثرا على الأهالي ، فبني الضريح والأبنية المجاورة له من جديد وفتح للزيارة مرة أخرى ، ويفهم مما أورده ابن حوقل (٩٧٧ م) أن المكان في هذا التاريخ كان يوجد به قبر مقبب به باب ومدخل من كل جوانبه ، وكان كثير من الزوار يأتون لزيارته» (١).
وفي عام ٩٧٩ م أتى إلى المدينة دعبة بن محمد الأسدي زعيم بعض العشائر الموجودة في عين التمرة ، وخرّب المكان ، ونهب الأشياء القيمة الموجودة بالأضرحة ، وعاد إلى الصحراء مرة أخرى ، وبعد تلك الحادثة أمر عضد الدولة سلطان الدولة البويهية بتعمير المكان مرة أخرى ، كما زار السلطان السلجوقي ملك شاه النجف وكربلاء عام ١٠٨٦ م ، وقدم الحاكم الإيلخاني قازان خان العديد من الهدايا القيمة لضريح الإمام الحسين عند زيارته لمدينة كربلاء عام ١٣٠٣ م ، وتذكر الروايات أن قازان خان أو والده أرجون هو الذي أمر بشقّ جدول الحسينية (٢) من نهر
__________________
(١) Hitti ,II / ٨٧.
(٢) Ali Satan," Ingiltere DisisLERI Belgelerinde Irak\'ta Yer Isimleri" Turk Tarihi Dergisi Dun / BU GUN / Yarin : say ٢٨, Kasim ٣٠٠٢, s. ١١١ ـ ٥١١.