هناك ظلم للزوار الإيرانيين وحتى لا يصيبهم مكروه أمر والي بغداد بصنع جسر خشبي يتكلف ٢٥ ألف قرش ، ولكن تم البدء في تحصيل أجرة مرور الجسر من الزوار الإيرانيين ، ولهذا قامت إيران ببناء جسر جديد على القناة بواسطة الإيرانيين الموجودين في المنطقة ، وقبل أن تعترض الحكومة العثمانية على تصرف إيران هذا نبهت إداريي بغداد الذين كانوا سببا في وصول الأحداث إلى تلك الأبعاد (١).
لم ينته التوتر الإيراني العثماني فقد كانت مشكلة الأراضي والأملاك الموجودة في أيدي الإيرانيين الذين يعيشون في كربلاء أو الإيرانيين الذين انتقلوا إلى التبعية العثمانية من المشكلات الواقعة بين الدولتين ، فقد كانت الدولة العثمانية قلقة من امتلاك المجاورين أو الرعايا الإيرانيين أو الإيرانيين الذين انتقلوا إلى التبعية العثمانية في كربلاء أملاكا في المنطقة التي كان يمثل الشيعة ٩٠% من أهالي كربلاء معظمهم من رعايا الدولة العثمانية ، وكانت إيران تسعى لبسط نفوذها على المنطقة بفضل رعاياها والرعايا العثمانيين ذوي الأصول الإيرانية الذين يمتلكون معظم الأراضي ، وكانت الدولة العثمانية تخشى ظهور مشكلات جديدة باستخدام إيران أملاك الشيعة الموجودين في المنطقة وسيلة لهذا وادعاء أحقيتهم بالمنطقة.
وقامت الدولة العثمانية ولأول مرة بطرح هذا الموضوع على جدول الأعمال عام ١٨٤٤ م ، حيث خططت لشراء تلك الأراضي والأملاك الخاصة بالإيرانيين في تلك المناطق لإنقاذ نفسها من تلك المخاوف التي تحدثنا عنها ، إلا أن والي بغداد زعم أن شراء تلك الأراضي بأثمان باهظة سيكون مرهقا للخزانة بسبب تأثيرات حادثة كربلاء الكائنة فيها من ناحية وقيام الدولة بدفع تعويضات للأهالي المظلومين من جراء تلك الحادثة
__________________
(١) BOA ,A.DVN.DVE ٠٢ / ٤٩ ,٩٢ Ra ٦٦٢١.