والتركي يجب القضاء عليه ، ولهذا رأى ضرورة توجيه حملة لبغداد التي كانت تحت سيطرة الدولة الصفوية منذ عام ١٥٠٨ م.
اختلف ذو الفقار خان حاكم مدينة بغداد مع الصفويين وأرسل مفاتيح المدينة إلى استانبول عام ١٥٢٩ م وأعلن بذلك تبعيته للدولة العثمانية (١) ، وبعد ذلك تحرك الشاه طهماسب نحو بغداد على الفور وقتل (ذو الفقار خان) ؛ ولهذا اضطربت العلاقات العثمانية ـ الصفوية ، وزاد التوتر أكثر وأكثر عندما لجأ شرف خان أمير أمراء بتليس إلى إيران ، ولجأ أولاما خان حاكم أذربيجان إلى العثمانيين ، لذا قام السلطان سليمان القانوني بحملة على العراقين دامت أكثر من سنة ، وتمكن الوزير الأعظم إبراهيم باشا من دخول المدينة دون أية مقاومة في ٢٩ نوفمبر عام ١٥٣٤ م ، وأعدّ المدينة لاستقبال السلطان المقيم في معسكره خارج المدينة (٢) ، وفي ١ ديسمبر عام ١٥٣٤ م دخل السلطان سليمان القانوني مدينة بغداد مركز الخلافة العباسية باحتفال كبير ، وأقام القانوني في بغداد أربعة أشهر ، وأول ما عمله السلطان بعد فتح بغداد هو زيارة قبر الإمام أبي حنيفة مؤسس المذهب الحنفي ، وأمر بإعادة بناء القبر الذي خربه الصفويون وبناء جامع كبير بجواره ، ثم زار بعد ذلك قبري الإمام موسى الكاظم وعبد القادر الجيلاني وأمر بترميمهما وعمل قباب لهما ، وفي نفس العام ذهب السلطان القانوني إلى النجف وكربلاء وزار مقامات أهل البيت ، وأمر بترميمهما (٣) ، كما أمر بترميم قناة الحسينية الموجودة فيها ، وحوّل الساحات التي سترت بالرمال إلى حدائق خضراء وبذلك
__________________
(١) Remzi Kihc, ٦١. ve ٧١. Yuzyllarda Osmanli ? ـ Iran Siyasi Antlasmalari, Istanbul ١٠٠٢, s. ٣٣.
(٢)Tayyib Gokbilgin," Arz ve Raporlarina Gore Ibrahim Pasanin Irakeyn Seferinde Ilk Tedbirleri ve Futuhati", Belleten, XXI / ٣٨,) ٧٥٩١ (, s. ٩٤٤ ـ ١٨٤.
(٣) I. H. Uzuncarsili, Osmanli ? Tarihi, Ankara ٩٩٩١, II / ٠٥٣ ـ ٢٥٣.; Kihc, a. g. e., s. ٣٣, ٨٣ ـ ٩٣