ومنذ أن أصبح تعيين الوالي في بغداد يتم من المركز بشكل مباشر بدأت تتغير تدريجيّا أشكال النزاعات العثمانية الإيرانية على المنطقة ، خاصة وأن مشكلات عديدة تم حلها منذ تولي مدحت باشا ولاية بغداد (١٨٦٩ م) ولكن بدأت تظهر مشكلات ذات ماهية جديدة ، فقد كانت خصائص النزاعات في كربلاء لا تتعلق بالمشكلات التي تقع أثناء الزيارة ، أو المشكلات التي تتعلق بالتجارة ، بل كانت المشكلات تتعلق بالأوضاع القانونية للرعايا الإيرانيين ، وكانت الموضوعات التالية هي محل النقاش الخاص بالإيرانيين الموجودين في كربلاء أو في المناطق الأخرى من بغداد ، في المباحثات التي جرت بين ولاية بغداد والمفوضية الإيرانية تم تناول الموضوعات التالية :
موضوع دعاوى الإيرانيين الموجودين في كربلاء وبغداد نفي الإيرانيين المذنبين خارج الحدود ، متى يجب تدخل الموظفين العثمانيين أثناء نظر الدعاوى الخاصة بالإيرانيين العالمين في المحكمة الإيرانية ، وكيف سيتم النظر في الدعاوى المتعلقة بأملاك الإيرانيين ، وترميم أملاكهم الواقعة في المنطقة ، تجنيد الإيرانيين الذين يعيشون في كربلاء منذ فترة طويلة ، عدم تدخل الموظفين العثمانيين في النزاعات التي تنشب بين الرجل الإيراني وزوجته ، عدم تدخل الموظفين الإيرانيين الموجودين في كربلاء في شؤون الحكومة العثمانية ، تأمين عدم دخول الإيرانيين الموجودين في كربلاء في التبعية العثمانية ، وعدم التدخل في ذهاب الرعايا الإيرانيين إلى من شاؤوا من العلماء (١) ، وفي عام ١٨٧٥ م تم عقد اتفاقية بين نظارة الخارجية العثمانية ودولة إيران ، تناولت نفس المواد التي ذكرناها آنفا (٢).
__________________
(١) BOA ,A.DVN.NMH ٠٢ / ٥ ,٢١ C ٨٨٢١.
(٢) BOA ,A.DVN.NMH ٢٢ / ٤ ,١٢ ZA ٢٩٢١.