بغداد ، سمي فيما بعد بالجيش السادس للعراق والحجاز ، وكان هذا العمل هو أهم عمل لوالي بغداد عبد الكريم نادر باشا ١٨٤٧ ـ ١٨٤٨ م ، أما وجيه باشا فقد بدأ ولايته التي استمرت فترة قصيرة ١٨٤٩ ـ ١٨٥٠ م بالعمل على استتباب الأمن ، وجمع الضرائب بشكل منظم وإصلاح العشائر ، ومن الأعمال الهامة الأخرى لوجيه باشا تأسيسه للمجلس الكبير في بغداد ، وقد لفتت الحكومة العثمانية الانتباه إلى عدة نقاط في الرسالة التي أرسلتها لوالي بغداد بخصوص تأسيس هذا المجلس الكبير :
«نظرا لأن مناطق كثيرة من ولاية بغداد مضطربة ، فهناك مشاكل كثيرة بخصوص جمع الضرائب والشؤون الملكية والمالية ، لذا فيجب على الوالي والدفتردار أن يقوما بتنظيمات إدارية في المنطقة ، وبالرغم من هذا فقد تسببت الاضطرابات الموجودة في المنطقة والتطورات الأخيرة في ترك التنظيمات الإدارية والملكية جانبا ، ولهذا فقد طلب تأسيس مجلس كبير في بغداد كما هو الحال في الولايات الأخرى لتأمين مستقبل الولاية وللنظر في شؤون الدولة وتنفيذها بشكل منظم ، ولأن هذا المجلس الذي سيؤسس سيتم النظر فيه في الشؤون ، يقترح تعيين رئيس كفء لهذا المجلس وعضو من العلماء وكاتبين.» (١).
وقد قررت الدولة العثمانية أن يدير الشؤون المالية والملكية والعسكرية في بغداد شخص ذو خبرة يعمل على إصلاح الانحرافات التي ظهرت في بغداد بعد عزل وجيه باشا من الولاية وقيام العشائر الموجودة في العديد من المناطق وعلى رأسها هندية بالقيام بنشاطات ثورية تجاه التنظيمات الجديدة.
__________________
(١) BOA ,A.MKT.UM ٤٦ / ٩٤ ,٣٢ S ٧٦٢١.
وللاطلاع على تسجيل مصطفى رشيد باشا للمجلس الكبير المؤسس في بغداد. انظر : BOA, A. MKT. UM ٥٤ / ٠٥.