به محمود الثاني في مركز الدولة قبل سنوات عدة ، أو بتعبير آخر نقلت تلك المناطق القائمة على الأوقاف الموجودة بها إلى سيطرة مركز الولاية ، وبذلك مهدّ لبناء التشكيل الإداري.
نجحت الحملة العسكرية التي قام بها نجيب باشا عام ١٨٤٣ م لتأسيس سلطة للدولة في كربلاء ، وقام نجيب باشا بتعيين القائمقام والموظفين الآخرين اللازمين لها ، وقام بنفي العرب والعجم الذين كانوا يديرون القصبة بناء على أهوائهم ، وأعاد تأسيس الإدارة الملكية والأمنية من جديد ، وسعى لتطبيق تلك الإجراءات في النجف الأشرف لكونها قصبة تابعة لكربلاء (١). ويتضح من تلك التنظيمات أن كربلاء في البداية تشكلت على هيئة قائمقامية.
ويتضح من الوثائق أيضا وجود مجلس إدارة في كربلاء في تلك العهود الأولى ، كان يسمى «مجلس كربلاء المعلى» وأغلب الظن أنه كان تحت رئاسة القائمقام ، وكانت مهمة هذا المجلس والقائمقام عمل التنظيمات الإدارية اللازمة في المنطقة والعمل على استتباب الأمن بها والسعي لحل المشكلات ومخاطبة الولاية عند الضرورة.
وأول معلومات إدارية عن المنطقة بعد عام ١٨٤٣ م الذي أوضحنا سالفا أنه بداية عهد جديد في كربلاء ، نصادفها في دفتر المصروفات الخاصّ بعام ١٨٤٥ م ، ويعطي لنا هذا الدفتر أيضا معلومات عن موظفي كربلاء الذين كانوا يتقاضون رواتب من الخزانة بخلاف القائمقام في سنوات التأسيس ، وها هي الرواتب التي كان يتقاضاها موظفو قضاء كربلاء التابع لبغداد طبقا لما ورد في هذا الدفتر :
__________________
(١) BOA ,Y.PRK.KOM ٤ / ٣٣ ,١١ S ١٠٣١.