المسائل وضع أوقاف أضرحة الإمام علي والحسين والعباس التي انتقلت إلى تصرف المجاورين الإيرانيين قبل ولاية نجيب باشا.
وكان هدف السلطان محمود الثاني أثناء تأسيس نظارة الأوقاف الهمايونية ، تقليل قوة العلماء الذين كان يراهم قوة معارضة للإصلاحات ، لأن العلماء كانوا يمتلكون التحرك بشكل مستقل وأكثر راحة ضد الحكومة المركزية بواسطة دخل الأوقاف التي في أيديهم ، وعندما تمكن محمود الثاني من إدارة الأوقاف بتلك الإصلاحات خطا خطوة هامة في تحقيق المركزية ، لأنه بذلك قلل تأثير العلماء وجعلهم مرتبطين بالدولة من ناحية ، وتمكن من جعل الواردات الكبيرة جدّا للأوقاف تحت إمرة الحكومة المركزية من ناحية أخرى ، وبذلك أمّن مصدرا كبيرا من الدخل لبرنامج الإصلاحات الذي سيتطور بعد ذلك (١).
وعمل ولاة بغداد بعد حادثة كربلاء على استمرار تلك المساعي بشكل يتفق مع سياسة السلطان محمود الثاني ، وقد استحوذ نجيب باشا والي بغداد على إدارة أضرحة سيدنا عليّ والإمام الحسين والعباس من أيدي المجاورين الإيرانيين الذين كانوا يسيطرون عليها بشكل كبير ، وعيّن بدلا منهم موظفين عثمانيين (٢) ، أما عبد الكريم نادر باشا فقد ضمن حماية الهدايا الموجودة في أضرحة أهل البيت التي تعدّ مقدسة عند كلّ المسلمين وأحكم سيطرة الدولة عليها ، وشكّل مديرية تابعة لمديرية أوقاف بغداد لإدارة أوقاف تلك الأضرحة التي تدرّ دخلا كبيرا ، وذلك لتقليل نفوذ علماء الشيعة ونفوذ إيران التي تعدّ أكبر معين لهم في كربلاء (٣) ، وبذلك يمكننا القول بأن عبد الكريم باشا طبّق في بغداد ما قام
__________________
(١) Ali Akyildiz, Osmanli Merkez Teskilatinda Reform) ٦٣٨١ ـ ٦٥٨١ (, Istanbul ٣٩٩١, s. ٧٤١.
(٢) BOA ,Y.PRK.KOM ٤ / ٣٣ ,ZA ١٠٣١.
(٣) BOA ,A.MKT.MHM ٤١ / ٢ ,٤١ Temmuz ٥٦٢١.