المشروع هدف واحد فقط ، فعمل كبير ومهمة كهذه لا يمكن أن تتم لهدف واحد فقط بل له عدة أهداف ، ويمكن القول بأن الهدف الأول من إنشاء هذا الخط المذكور هو جعل كربلاء بمثابة الميناء ، الثاني : الحصول على شبكة سكك حديد أكبر بربط هذا الخط بالخطوط المجاورة له على الطريق ، الثالث : استخدام هذا الخط عند الضرورة في حماية الشؤون الملكية للصحراء ، الرابع : إن الروابط التجارية الموجودة بين بغداد وكربلاء أكبر وأهم من السناجق الأخرى لذا فإن هذا الخط سيعمل على ازدياد استخدام تلك الشبكة التجارية ، الهدف الخامس : توفير الراحة لرحلة ٣٠ ـ ٤٠ ألف زائر يفدون كل عام من إيران ، الهدف السادس : خدمة الروابط المادية والمعنوية التي ستتكون من الأهداف الخمسة السابقة ، ولو بنيتم أحكامكم على هذه الأسس لرغبتم أكثر منا في إنشاء هذا الخط والانتهاء منه بين لحظة وأخرى» (١).
ويفهم من ذلك أنه إلى جانب الأهداف الخمسة التي ذكرها مدحت باشا لإنشاء خط كربلاء ـ بغداد ، كانت هناك بعض الأهداف الأخرى لتقوية الإدارة العثمانية في المنطقة ، وطبقا لرأي مدحت باشا فإنه بإنشاء خط كربلاء ـ بغداد سيمنع بقاء الزوار الشيعة والأعاجم في كربلاء فترة طويلة ، كما أنه سيعمل على الحيلولة دون ازدياد نفوذ الشيعة في المنطقة وعلى تطبيق كل المعاملات المادية والمعنوية للشيعة بشكل لا يضر بالإدارة العثمانية.
وفي عام ١٨٧٠ م صدر الإذن بمد هذا الخط الحديدي الذي رأى والي بغداد أهميته ، وتم البدء فيه ، وقد خطط لمرور الخط من المسيب الواقعة بالقرب من الفرات ، وتم البدء أيضا في أعمال القنوات والسدود والجسور لعدم إضرار الفيضان الذي يحدثه نهر الفرات والذي يتكون في
__________________
(١) Zevra ,Nr.٦٩ ,s.٢٩١ ,٠٢ S ٧٨٢١.