وكان عدد السكان في ازدياد مطرد بسبب خصوصية المنطقة ، ويتكون أهالي النجف من جماعتين رئيسيتين هما الشامرد والزكرد.
وأهم مكان بقصبة النجف هو المكان الموجود به ضريح الإمام علي ، ويقع في منتصف القصبة تماما وأهلها كلهم شيعة ، يخدمون الزوار الذين يأتون لزيارة ضريح الإمام علي ويتعيشون من تلك الخدمة ، وثمة أهمية أخرى للقصبة وهي المدارس الشيعية الموجودة بها ، حيث يوجد بها طلاب ومجاورون وعلماء كثيرون من الشيعة من رعايا إيران وروسيا وإنجلترا ذوي الأصول الهندية هذا بخلاف الرعايا العثمانيين (١).
ومن المؤثرات الهامة التي أمّنت حماية النجف من هجمات الوهابيين تسلح أهاليها ، ووقوفهم ضد أية هجمات كبرى ، أما الشخص الذي أمّن القيام بذلك فهو كاشف الغطا المرجع والعالم الشيعي الذي يعيش في النجف (٢) ، فقد أمر كاشف الغطا هذا بإحكام أسوار النجف لإعاقة أي هجوم خارجي وحماية القصبة نسبيّا ، وكان له السبق في تعليم الأهالي الوقوف ضد الهجمات ، وبدأ أهالي النجف يؤسسون مراكز رياضية كانت تسمى عندهم (زور خانه) ليكونوا في حالة استعداد ضد أي هجوم محتمل ، وعندما وقع سليمان باشا وفتح علي شاه أسيرين في أيدي الوهابيين ، عقد كاشف الغطا اتفاقا مع ولاية بغداد والباب العالي لإنقاذهما من الأسر ، وبذلك زاد نفوذه لدى الباب العالي وولاية بغداد (٣).
وبالرغم من أن الثورة التي اندلعت في كربلاء عام ١٨٤٣ م لم تلق
__________________
(١) Semseddin Sami, a. g. e., VI, ٥٦٤٤; Salname ـ i Vilayet ـ i Bagdad, ٤٢٣١, s. ٥٩٢.
(٢) Ahmed Ozel," Kasifulglta, Ca\'fer b. Hlzlr", DIA, Ankara ٢٠٠٢, XXV, ٩١.
(٣) مهدي البستاني ، مدرسة النجف الفقهية في العهد العثماني ، المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية ، عدد ١٨ ـ ١٩ ، سبتمبر ١٩٩٨ ، ص ٧٥.