أفكاره رواجا في النجف ، وتطورت أفكاره في مدارس النجف المرتبطة بمدرسته والتي تجد دعما من إيران (١) ، وزادت شهرته بين شيعة النجف التابعين لمدرسته الأصولية وبدأت شهرته هذه تنتقل إلى الخارج.
والمجتهدون على رأي البهبهاني هم أصحاب موقع ديني وعلمي مرتفع وعندهم الأهلية للتحرك كممثلين للإمام الغائب ، ويستطيعون أن يصدروا القرارت الدستورية ، ويمكنهم تقسيم الزكاة والخمس وإعلان الجهاد ، وقد عمل هذا الرأي على تقوية موضوع علماء الشيعة في النجف ، وأعد لهم الأرضية لتكوين دولة داخل الدولة.
ولما بدأت قوة الأصوليين تتزايد في عهد نادر شاه بدأ الشاه يقلق من هذا الوضع ، وكان المناخ الذي سعى نادر شاه لتكوينه بين الشيعة والسنة سببا في إظهار العلماء رد فعل تجاه نادر شاه (٢) ، وفي عهد فتح علي شاه كانت قوة هؤلاء العلماء الموجودين في العراق وإيران تزداد بمرور الأيام ، حتى إن الأغا السيد محمد الأصفهاني الذي كان يعيش في النجف والذي كامن من أهم مجتهدي هذا العهد كان يتحرك مع فتح علي شاه ضد الهجمات الروسية على إيران ، وأعلن الجهاد ضد روسيا (٣) ، الأمر الذي جعل شاه إيران يتخوف من هذا التأثير للعلماء ومن قوتهم التي أصبحت تزيد يوما بعد يوم في إيران ، كما كان هناك تخوف من الشاه فتح علي من عجز القصر الإيراني عن تأسيس سلطة قوية تختلف عن سلطة العلماء وخاصة علماء النجف ، وبدأت حالة من الإضرابات والاختلافات تظهر بين الشاه فتح علي وبين الشيعة ، وأغلب الموضوعات
__________________
(١) Elie Kedourie," The Iraqi Shi\'is and Their Fate", Shi\'ism Resistance, and Revolution, London ٧٨٩١, s. ٧٣١.
(٢) Hasan Sabuncu Rizapur, Iran\'da Dinin Sosyal Etkisi,) Yayimlanmamis Doktora Tezi (, Istanbul Universitesi Edebiyat Fak., Istanbul ٠٧٩١, s. ٧٨١.
(٣) BOA, Yildiz Arzuhal ve Jurnaller) Y. PRK. AZJ (٣ / ٧٣, ٦٩٢١; Rizapur, a. g. t., s. ٨٨١.