كان فيها الاختلاف هي الضرائب والزكاة والخمس ، لذا سعى الشاه فتح علي لإضعاف قوة هؤلاء العلماء (١).
وإلى جانب تلك العلاقات التي كانت موجودة بين القصر الإيراني والعلماء الشيعة ، حدثت تطورات أخرى في العلاقات بين شقي علماء الشيعة أنفسهم ، فقد أدى انتصار الأصوليين على الأخباريين إلى زيادة أوضاع المجتهدين بشكل كبير ، كما أن انتصار الأصولية عمل أيضا على إعداد الأرضية للخروج من القوة الدينية والتطرف المار ذكره ، وإعداد الأرضية أيضا لطريق علمي لا يرتبط بالسلطة السياسية.
وفي الفترة التي أعقبت انتصار البهبهاني ظهر مجتهد خاص متفوق من الناحية العلمية ، وهو الشيخ محمد حسن النجفي وكان معتمدا ومصدقا عند الأصوليين بأنه المرجع الأول (٢) «مرجع التقليد» (٣) ، وقد تربى في النجف بعد ذلك الطلاب الذين أتوا بعد المرجع الأول وكانوا يقيمون هناك ، وبذلك أصبحت النجف في القرن التاسع عشر المكان الذي خصصه الأصوليون لأنفسهم والذين يعدون أهم جماعة شيعية ، واتخذوا منه مكانا للحفاظ على أفكارهم ونشرها منه.
وفي بدايات القرن التاسع عشر بدأ الخلاف بين المجتهدين الشيعة والإيرانيين على موضوع الخمس (٤) فقد كان علماء النجف قلقين من تدخل علماء إيران في هذا الموضوع ، لأن تدخل علماء إيران في هذا
__________________
(١) Rizapur ,a.g.t.,s.٠٩١.
(٢) تستخدم كلمة مرجع مفردة أو معها كلمة التقليد ، وتعني عند الشيعة العالم الذي عنده علم بأمور الفقه ويمكن الرجوع إليه. وتعني الكلمة عند أهل السنة والشيعة المجتهد أو الفقيه. وتستخدم كلمة الفقيه مجازا عنها. للمزيد انظر :
Hayreddin Karaman, Sia\'da Fikih Usulu ve Ser\'i Deliller, s. ٩٤٣ ـ ١٥٣.
(٣) Kedourie ,a.g.m.,s.٧٣١.
(٤) Rizapur ,a.g.e.,s.٥٩١.