الموضوع يعني أنهم أثروا على علماء النجف ، وسيعملون على تقسيم الاقتصاد القوي للنجف (١) ، وكان خروج النجف من النزاع الأصولي الأخباري منتصرة جعل المنطقة قوية ، كما أن النزاع نفسه الحاصل بين علماء النجف وإيران في تلك الفترة أفاد النجف ، وزاد من قوتها.
وبمرور الوقت فقدت السيادة الأخبارية في كربلاء ـ المركز المعنوي للشيعة ـ قوتها هناك أيضا (٢) ، وبالرغم من ذلك لم تكن كربلاء في أي وقت من الأوقات مركزا من مراكز الأصولية.
ومن الشخصيات الهامة التي كانت تعيش في النجف منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى أوسطه وعملت على تأمين بعد جديد للمدرسة الأصولية مرتضى الأنصاري (وفاة ١٨٦٤ م).
قام مرتضى الأنصاري بتحقيق آخر تطور في مجال الفقه وأصول الفقه ، ووحد بينهما ونجح في ذلك ، وأثرى موضوعاته وجعله في حالة تجيب على كل متطلبات العصر (٣).
أما حسن الشيرازي الذي كان يعدّ المرجع التقليدي وأهم ممثل للمدرسة الأصولية في القرن التاسع عشر فقد ولد في شيراز ونشأ في مدارس النجف واستقر بها عام ١٨٤٣ م ، كان للشيرازي وأسرته تأثير كبير ليس على شيعة العراق فحسب بل على شيعة إيران أيضا ، وكان لهم تأثير حتى على السياسة الداخلية لإيران ، فقد تلقى حسن الشيرازي العلم على يد محمد حسن النجفي وحسن كاشف الغطا ومرتضى الأنصاري.
وبعد وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري اختار طلابه حسن الشيرازي ليحل محله ، وبعد فترة أصبح المرجع للشيعة في النجف وما حولها
__________________
(١) el ـ Bustani ,a.g.m.,s.٦٧.
(٢) Metin Yurdagur," Ahbariyye", DIA, Istanbul ٨٩٩١, I, ١٩٤.
(٣) H. Karaman, Ca\'feriyye, s. ٦; E. Kedourie, a. g. m., s. ٧٣١.