واشتهر بأنه مجدد العصر ، ولأن حسن الشيرازي لم يكن من بين العلماء الذين خرجوا لاستقبال شاه إيران ناصر الدين شاه الذي أتى للعراق عام ١٨٧٠ م لزيارة الأماكن المقدسة ، أرسل الشاه وزيره لحسن الشيرازي ليضغط عليه في الخروج لاستقباله ، إلا أن الوزير لم يتمكن إلا من إقناع الشيخ بملاقاة الشاه في مكان تم الاتفاق عليه ، وبعد تلك الحادثة زاد احترام الشاه والأهالي للشيخ حسن الشيرازي ، وفي العالم التالي ذهب للحج وزار كربلاء في سبتمبر عام ١٨٧٤ م (شعبان ١٢٩١ ه) وبعد سنة استقر بسامراء وظل بها حتى آخر عمره.
وبالرغم من أن الشيرازي كان بعيدا عن رجال الدولة إلا أن هذا لا يعني أنه كان بعيد تماما عن السياسة ، فقد كان الشيرازي متوافقا مع دعوة جمال الدين الأفغاني الذي أخرج من إيران على يد الشاه عندما أبدى اعتراضه على قيام الشاه ناصر الدين بتمليك كل امتيازات التبغ في إيران لشركة إنجليزية ، وأن تلك الشركة ستتدخل في كل الشؤون الداخلية لإيران كما حدث في الهند ، فأصدر حسن الشيرازي فتوى بتحريم شرب الدخان تماما على كل الإيرانيين (١٨٩١ ـ ١٣٠٩) وأرسلها بتلغراف إلى الشاه ، وبذلك قاطع كل الأهالي التبغ ، حتى النارجيلات الموجودة في قصر الشاه خربت سرّا ، وقد عرضت رشاوى كثيرة على الشيخ ليرجع عن هذه الفتوى إلا أنه لم يقبلها ، وفي النهاية اضطر الشاه لفسخ الامتياز وتراجع الشيرازي عن فتواه ، وأهم جانب في تلك الحادثة هو اتحاد المجتهدين ـ ولأول مرة ـ في تاريخ إيران ضد الدولة وقيامهم بالضغط على السلطة السياسية كممثلين عن الأهالي (١).
__________________
(١) Cengiz Kallek," Hasan es ـ Siazi", DIA, Istanbul ٧٩٩١, XVI, ٥٥٣; Kedourie, a. g. m., s. ٨٣١.